الرياض: أكد الدكتور خالد بن عبد الله المصلح "عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة القصيم": أن مرض أنفلونزا الخنازير ليس من الطاعون ، موضحا: أنه مجرد وباء ينتشر ، مشيرا إلى أن انتشار الأمراض وانتقالها لا يعتبر مرشحا من مرشحات توصيفها لتكون طاعونا . وقال المصلح في برنامج يستفتونك بقناة الرسالة 3-8-2009م ، إن مرض أنفلونزا الخنازير لم يصنف طبيا حتى الآن على أنه من الطاعون ، حيث لاتنطبق عليه مواصفات الطاعون لاسيما وأن حالات الإصابة ليست مخصصة بمكان معين و لا بلد معين ، وإنما هو نوع من الأنفلونزا التي تصيب الناس وتبدأ أعراضها بشكل عادى وتتطور حتى تكون مميزة بالاسم المتعارف عليه في وسائل الإعلام " أنفلونزا الخنازير". ورأي المصلح أن أحاديث الطاعون الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تنطبق على أنفلونزا الخنازير إنما ينطبق عليها ما ينطبق على الوباء ، نافيا أن يشملها ما ورد عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : "إذا نزل الطاعون بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه ، وإذا نزل وأنتم لستم فيها فلا تدخلوها" . وبين المصلح أن معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الطاعون أعم وأشمل من أنه نوع من الحجر الطبي والذي اعتبره العلماء أصل الحجر الطبي الموجود في زماننا ، معتبرا: أن مغزى الحديث أكبر من كونه مجرد حجر طبي فقط لمنع انتشار المرض والدليل على ذلك تعليق النهى على " فرارا منه " وليس إطلاقه ، وهو ما يعنى أن الخروج لقضاء حاجة أخرى غير الفرار أمر غير ممنوع في سياق الحديث ، مرجحا: أن يكون النهى في الحديث غرضه الأخذ بالأسباب والرضاء بقضاء الله وقدره ، مشيرا إلى أنه لو كان حجرا صحيا لاكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "فلا تخرجوا منها" بصرف النظر عن البواعث وراء الخروج سواء كانت فرارا أو قضاء حوائج لابد من قضائها . وأوضح المصلح، بحسب موقع "الفقه الإسلامي" : أن وباء أنفلونزا الخنازير ليس مجرد وباء موجود في بلد معين لكنه مرض انتشر في كل بلاد العالم ولم تنج منه منطقة في العالم ، لافتا النظر إلى أنه رغم ذلك مازال تحت السيطرة ولم يترتب عليه إشكاليات كبرى ملموسة لدى الناس . أما فيما يتعلق بالعدوى فلم ينف المصلح من أنه مرض معدي ، مؤكدا: أن العدوى ثابتة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح عن أبى هريرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " "لاعدوى ولا طيره ولا هام ولا صفر .. وفر من المجزوم فرارك من الأسد" . مبينا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قصد من قوله: " لا عدوى " بأن العدوى لا تنتقل بمفردها وإنما تنتقل بقضاء الله وقدره ، موضحا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد من ذلك دحض ما كان معتقدا في الجاهلية من أن المرض ينتقل باختيار ودون إرادة من الله سبحانه وتعالى ، مستدلا بمواقف في الحياة يخالط فيها أصحاء مرضى بأمراض معدية ولا ينتقل لهم المرض ، وآخرون ينتقل لهم المرض دون مخالطة مرضى وهذا يؤكده ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث جابر الذي رواه الترمذي من أن النبي صلى الله عليه وسلم "أمسك بيد مجزوم ووضعها في القصعة التي يأكل منها صلى الله عليه وسلم قائلا : " كل ثقةً في الله وتوكلاً عليه " .