قام المحلل الالمانى ارنست شموترز بتحليل شخصية الرئيس السابق حسنى مبارك معتمدا على تقارير الصحف المصرية والتصريحات السابقة التى ادلى بها مبارك وكذلك من علامات وجهه خلال محاكمته ودخوله قفص الاتهام. واشار الى ان مبارك خلال رئاسته مصر مر بأربعة مراحل والتى سماها بالتحولات الاربع فمرحلة التحول الاول وهى المرحلة التى بدأت بتوليه منصب نائب الرئيس السادات وهى الفترة التى دخلها ولم يكن مستعدا لها والاستعداد هنا يعنى كم الاطلاع والثقافة والعلم الذى ينبغى لنائب الرئيس ان يتحلى به كسياسى .
مشيرا ايضا الى ان مبارك كان مسجونا فى ثكنته الجوية وردائه العسكرى راضيا بوضعه كمحارب ولم يكن على اى دراية حقيقية بمايحدث يخارج هذا الاطار وكان منصب نائب الرئيس بمثابة (الفخ) الذى وقع فيه الشعب المصرى بعد اغتيال السادات حين اصبح مبارك بموجب الشرعية رئيسا لمصر ، مؤكدا ان مبارك فى رحلاته الخارجية الرسمية قبل توليه الرئاسة ليس الا منفذا وملتزما بسياسات السادات ولم يستطع ان يخرج عن الاطار الساداتى.
وعن المرحلة الثانية فإن المحلل يقول إن هذه المرحلة بدأت بعد اغتيال السادات مباشرة واستمرت بعد ذلك بنحو خمسة اعوام وهى المرحلة الانشط فى فترة حكم مبارك والتى عمل فيها بمدد من عسكريته وصفاته الشخصية التى اتصفت بالعناد والاصرار وحاول التفوق فيها على السادات بانشاء بنية تحتية واساسية .
وتأتى المرحلة الثالثة وهى التحول الاهم والاطول حيث استمر هذا التحول طيلة 15عاما فإن مبارك فى هذا التحول تخلى عن التزامه وانضباطه وارتدى رداء جديدا عليه ليعلن عن وجهه الحقيقى كرئيس للبلاد فقام بالعديد من الاعمال والقرارات وعقد صفقات التى كانت بمثابة كوارث حقيقية وهى المرحلة التى تكشف الصحافة المصرية كثيرا من كواليسها الان وهى بلاشك التى ادت الى المرحلة الرابعة والاخيرة والاخطر وهى كما صنفها (شموترز) مرحلة الانهيار والسقوط وهى التى ابتعد فيها مبارك عن حكم مصر فعليا او كما تقول الصحافة المصرية ابعد وعزل فبعد ان كان يسمع اصبح لايسمع وبعد ان كان يهتم اصبح لايهتم وذلك بفعل عاملين الاول كبر السن والارهاق والمرض .
وقد اكتشف اثناء ذلك انه امضى حياتة كلها دون ان يتمتع فقرر ان يتمتع بحياته . والثانى ظهور مايعرف بمجموعة الحرس الجديد وهى المجموعة التى قادها المستفيدون برئاسة متخيلة لجمال الابن وقد تبنت هذه المجموعة مشروع التوريث لصالح مستقبلهم وقد ساعد هذه المجموعة طموح الام او زوجة الرئيس التى بدأت تعلى من قيمة الابن وتراهن عليه.