الرياض: أكد الدكتور عبد الله السلمي الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بالمملكة العربية السعودية أّنه من المعلوم أن تقويم الأسنان فيه نوع من مساعدة الإنسان على الهضم، وأحيانًا الفروقات الموجودة في الأسنان، وفي طريقة إنباتها يكون فيه ضرر، لهذا فإن تقويم الأسنان لا بأس به، وهو قول أكثر الفقهاء المعاصرين، خلافا لما ينُقل عن بن جرير الطبري . وقال في حديث لبرنامج يستفتونك الذي تبثه فضائية الرسالة: إن تقويم الأسنان ليس من تغيير خلق الله، كما أن تغيير خلق الله هو كل ما كان فيه إزالة على وجه الدوام، من غير داء ولا دليل شرعي، فإذا كان الإنسان يريد أن يُغير أنفه، فهذا تغيير إزالة وهو على الدوام، وليس فيه عيب وليس فيه دليل شرعي . وكان الشيخ بن العثيمين رحمه الله قد أفتى بأنّ تقويم الأسنان على نوعين، الأول: أن يكون المقصود به زيادة التّجمل فهذا حرام ولا يحل، وقد لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتلفّجات للحسن المغيرات لخلق الله، هذا مع أنّ المرأة مطلوب منها أن تتجمل، وهي من يُنشأ في الحلية، والرجل من باب أولى أن ينُهى عن ذلك. وأضاف، أنّ النوع الثاني: إذا كان تقويمها لعيب فلا بأس بذلك فيها، فإنّ بعض الناس قد يبرز شيء من أسنانه إما الثنايا أو غيرها، تبرز بروزًا مشينًا، بحيث يستقبحه من يراه، ففي هذا الحال لا بأس من أن يعدلها الإنسان؛ لأن هذا إزالة عيب وليس زيادة تجميل، ويدل لهذا، أنّ النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمر الرجل الذي قُطع أنفه أن يتخذ أنفًا من ورق، أي فضة ثم أنتن فأمره أن يتخذ أنفًا من ذهب؛ لأن في هذا إزالة عيب، وليس المقصود زيادة تجمل. ومن جهته يقول الأستاذ الدكتور رفعت فوزي أستاذ الشّريعة الإسلامية بكلية دار العلوم سابقا أنّه لا بأس من تقويم الأسنان المعوجّة التي تُسبب حرجًا لصاحبتها، موضحًا أنّ حالة تقويم الأسنان هذه، غير الحالة التي لعن فيها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - صاحبتها في قوله: "لَعَنَ الله الواصِلَة والمُستوصِلة والواشِمة والمُستوشِمة، المُغيِّرات خلق الله"، فالواشِرة: هي التي تأخذ من أسنانها لتبدوَ في سِنٍّ أقلَّ من سنِّها، وفي بعض طرق هذا الحديث: "المُتفَلِّجات للحُسن المغيِّرات خلق الله" أي تُفرج بين الأسنان المتلاصِقة بالمِبرد ونحوه، فالمنهي عنه التّغيير من خلق الله - عَزَّ وجَلَّ - الطبيعي الذي خُلِق عليه سائر البشر. وأضاف، أنّه إذا كان الأمر غير ذلك، وكان وضع الأسنان غير طبيعي ويُسبِّب حرجًا كما في حالة السائلة فلا بأس به، ولا يشملُه هذا الحديث، وقد سُئِلت السيدة عائشة - رضي الله عنها- عن مثل هذا الذي يُسبِّب أذًى، فقالت للسائلة: أَميطي عنك الأذى ما استطعتِ. ومهما يكن من شيء فتقويم الأسنان، أي عَدْلُها في وضع طبيعي، غير الأخذ منها الذي ينطبق عليه الحديث النَّبوي الشَّريف.