المنجي: طلبات الأم واجبة ما دامت في غير معصية محيط رشا محمد الأم سحبت البساط من تحت رجل الأب، لأنها هى التى تحملت عبء الحمل 9 أشهر، وأرضعت وعانت في الولادة، وتسهر على راحة أطفالها، ولا تنام ليلتها إذا أصاب مكروه أحد أولادها، وهى منبع العطف والحنان. بهذه الكلمات البسيطة بدأ الشيخ فرحات المنجى أحد كبار علماء الأزهر الشريف حلقته في برنامج "الدين والحياة " الذى يعرض على قناة (الحياة الفضائية) مساء الأحد 21 مارس، والذي خصصها عن الحديث عن الأم في عيدها، ورفض تحريمه لخ. وقال الشيخ المنجي إن الإمامين الشافعي ومالك قالا : إن حق الأم مقدما على حق الأب بدليل قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من أحق الناس بحسن صحبتى أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" كررها ثلاث بقدر المشقة التى تحملتها الأم"، .. فالأم هى التى حافظت على وجود الجنين في أحشائها وحرمت نفسها من كل المتع حتى يخرج الى الحياة سليما وعندما تنظر في وجه طفلها ويبتسم لها تنسى كل الالام التى أحست بها خلال الولادة. وقال رسول الله "إن الجنة تحت أقدام الامهات"، وكان أحد الصحابة عنده موعد مع أصدقائه فانتظروه طويلا وعندما سألوه لماذا تأخرت قال "كنت في الجنة أى أنه كان يقبل يد ورجل أمه لانه الجنة تحت اقدامها . وحذر الشيخ المنجي كل من لم يعط أمه حقها بالإسراع على فعل ذلك الأمر، وأن كانت حية يجب أن يرحمها ويترأف بها ويعينها ويجيب طلباتها مادامت في غير معصية، ويبرها وألا يخالفها الرأى وإذا حدث أن رأيها فيه شيء من الخطأ فيأخذها باللين والحسنى حتى يعرفه الصح من الخطأ. هذا وقد جاء رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال له قد أديت لأمى حقها حججت بها إلى بيت الله أحملها على ظهري فقال له عمر : ما أديت ولو بطلقة من طلقتها الحمل، رغم أن أمه كانت تقضي حياتها على ظهره تقريبا. وأشار الشيخ المنجي إلى أنه ليس الأم فقط التي يجب أن تهتم بها، إنما أيضا الأب فقد قال الله سبحانه وتعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" .. فجعل الله طاعة الوالدين بعد عبادته مباشرة حتى قرن شكره بشكر الوالدين. وقد سأل رجل النبي صلي الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال "الصلاة في وقتها" وقال : ثم أى، قال : "بر الوالدين". عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك. وحول تحريم عيد الأم، قال الشيخ المنجي إن هناك فئة من الناس تحرم هذه الاعياد إلا أنه منذ الأزل العرب والغير العرب كانت تحتفل باعياد انتصاراتهم في الحروب أو حادث طيب أو سيء أو معجزة مثل عام الفيل . وأضاف "عندما جاء الاسلام، ورأى النبى عليه السلام أن اليهود يحتفلون بيوم عاشوراء الذي نجي الله فيه موسى وقومه من آل فرعون، ، فقال إننا أحق منهم بموسي وقال الرسول "روحوا عن القلوب ساعة"، فعيد الأم يذكر الغافل فالحرام ما حرمه الله سبحانه وتعالى والبدعة التى تخالف ما ورد فيه، فالله رحيم بعباده. وأوضح الشيخ المنجي أنه في حال إذا كانت الأم متوفية، فيجب الاقتضاء برسول الله الذي كان يبر صديقات السيدة خديجة رضى الله عنها عندما توفت، وكان يرسل لهم ويودهم حتى أولاد أصدقائه ، فالميت لم ينقطع عن الدنيا تماما ويفرح في حالة قيما الشخص بالبر لأصدقائه.