القاهرة: قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، إن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه في القاهرة في العام الماضي، كان توجهاً جديداً بعد عقود من الاحتقان والاحتجاج وأحيانا الريبة والتوجس تجاه السياسة الأمريكية في العالم الإسلامي. وأضاف قائلاً إن الشعوب الإسلامية انتظرت تغير موقف السياسة الأمريكية من الصراع العربي الإسرائيلي ومن المعاناة الفلسطينية المستمرة من جراء ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي ما كان لها أن تكون بالهمجية والعنصرية، لولا يقينها بالحصول دوما على الدعم الأمريكي الذي يجعلها تعتقد أنها فوق القانون وفي حل من المساءلة والمحاسبة. وذكر المدير العام للإيسيسكو في الكلمة التي وجهها إلى مؤتمر دولي حول مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أمريكا والعالم الإسلامي تستضيفه مكتبة الإسكندرية، ألقيت بالنيابة عنه، أنه لا يشك في توجه أوباما نحو إقامة سلام عادل يتم بموجبه إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، لكنّ التعنت الإسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات في القدسالشرقية وباقي أنحاء الضفة الغربية والتمادي في عملية تهويد القدس وإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى في مخالفة للقانون الدولي، يعد تحدياً لمبادرة أوباما ورفضاً لها. وشدد الدكتور عبد العزيز التويجري على أن تحسين صورة أميركا في العالم الإسلامي لا يتأتى بحملة علاقات عامة، وإنما بتغيير سياستها تجاه قضايا العالم الإسلامي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكداً أن المواقف والسياسات الأمريكية المتعلقة بفلسطين، هي السبب الرئيس في الصورة السلبية لأمريكا لدى قطاعات كبيرة في العالم الإسلامي. ويعقد المؤتمر بتعاون بين مكتبة الإسكندرية وجامعات جورج تاون وميريلاند ويال وباركلي وروجرز ويليام والجامعة الأمريكية في واشنطن، وجامعات القاهرة والأزهر والإسكندرية، وعدد من المؤسسات والهيئات الأكاديمية والثقافية في مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية، وبدعم من الإيسيسكو، وبمشاركة علماء دين مسلمين ورجال الفكر والإعلام وخبراء التعليم والتكنولوجيا ورؤساء وممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات الأهلية. ويناقش المؤتمر آفاق التنمية ودعم التعاون بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي، من خلال الاستثمار في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، ويبحث إطلاق مشاريع ومبادرات لتعزيز التعاون في هذه المجالات.