تعتزم حكومة دولة جنوب السودان شراء المعدات العسكرية التي استخدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وقوات التحالف في العراق وأفغانستان، في وقت بسطت فيه القوات المسلحة السودانية اليوم السبت سيطرتها التامة على معسكر الجيش الشعبي بمنطقة "هيبان" بولاية جنوب كردفان ، بينما قام الأخير بمحاولات لتعزيز قواته بالمعسكر لكن القوات تمردت على التوجيهات ورفضت التحرك إلى المنطقة. وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة لمركز السودان للخدمات الصحفية مساء اليوم عن تسلم مكتب القنصلية الأمريكيةبجوبا رسالة من حكومة دولة الجنوب موجهة لواشنطن أبدت خلالها جوبا رغبتها في إمتلاك لوسائل تتمكن من خلالها من تطوير بنياتها التحتية بالإضافة إلى البحث عن شركاء من مكونات القطاع الخاص، وذلك عبر شراء المعدات التي استخدمتها أمريكا والتحالف بالعراق وتخصيصها للاستخدام بدولة الجنوب.
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها "إن فاتورة الحرب الباهظة والتي دفعها الجيش الشعبي الذي بدأ معظم قادته في التمرد على توجهات الحكومة جعل موقف دولة الجنوب القتالي يتضاءل كثيرا من حيث إعداد القوة البشرية لذا جاء التفكير الجاد في أهمية الاتجاه نحو التنسيق مع وزارة الدفاع الأمريكية لدعم البنية التحتية العسكرية بالجنوب.
وأشارت المصادر إلى أن دوائر غربية قد نصحت حكومة الجنوب مؤخرا بأهمية شراء خلايا الهواتف المحمولة التي استخدمتها القوات الامريكية في العراق والتي كانت قد تم شحنها وإرجاعها لأمريكا عن طريق إحدى الدول العربية مؤخرا.
من جهة أخرى ، بثت أوغندا تطمينات مؤكدة لدولة الجنوب حول مستقبل الدعم اللوجستي لقادة "الجبهة الثورية" إذا توصلت دولة الجنوب لأية إتفاقيات مع السودان بالمفاوضات التي تجرى تحت رعاية اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى التي يرأسها ثامبو أمبيكي .
وكشفت مصادر مطلعة بحكومة دولة الجنوب فضلت عدم الكشف عن هويتها عن شروع فعلي من قبل أوغندا في تبني الدعم للجبهة الثورية ، وذلك عبر مواصلتها في تسهيل إجراءات سفر قادة الجبهة ، مؤكدة أن أوغندا قامت مؤخرا على سبيل المثال بمنح عبدالعزيز الحلو جنسيتها تشير لمولده بمستشفى "ملاجو" بكمبالا بجانب جواز سفر أوغندي صادر بتاريخ 20 أغسطس من عام 2008 بمهنة رجل أعمال ، وهو ساري المفعول لمدة 10 سنوات.
وأكدت المصادر حصول الحلو على وثائق بنكية باسمه في 5 بنوك أوغندية وأرصدة بقيمة 7, 11 مليون دولار وإمتلاكه لمنزل بكمبالا، مشيرة إلى أن كافة مظاهر الدعم هذه تحاول أن تنسق عبرها أوغندا مع دولة الجنوب بصورة جيدة حتى تتجنب دولة الجنوب الحرج في اتهامات السودان لها بدعم الجبهة الثورية وعدم الاعتراف بذلك في أي منحى تفاوضي يتم مع السودان.
وأكدت أن دولة الجنوب استحسنت كثيرا الخطوة الأوغندية خاصة وأن الأخيرة كانت قد ساعدت كثيرا في دخول عبدالواحد محمد نور إلى أراضيها من باريس مؤخرا عبر جواز سفر مزور باسم أحمد توجو ولأفراد أسرته بجوازات أخرى.