احتفل العالم العربي والاسلامى اليوم الجمعة بالذكري السادسة والثلاثين ل"يوم الأرض" فى ظل تصعيد بالغ من الكيان الصهيونى لمصادرة الاراضى الفلسطينية وتوسيع نطاق الاستيطان فى مدينة القدسالمحتلة بهدف هدم الاقصى الشريف وبناء الهيكل المزعوم مكانه . ويحيي الفلسطينيون والعرب جميعا كل عام ذكرى يوم الارض في ذكرى استشهاد ستة من ابنائهم برصاص القوات الاسرائيلية في 30 مارس عام 1976 في مواجهات عنيفة ضد مصادرة اراض من قبل اسرائيل ، ونذكر فى هذا اليوم التاريخى انتفاضة الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر للدفاع عن ارضهم وكرامتهم وتصدوا لقرارات المحتل بمصادرة آلاف الامتار من قطع الاراضى ، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية فى سياق مخطط تهويد الجليل. وتحل علينا تحل علينا الذكرى في ظروف لا تقل خطورة عن يوم الأرض الأول بل إن مخططات التهويد والمصادرة وهدم البيوت تأخذ منحى جديدا في هذا العام ، حيث بات نحو 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب ، مهددة بالمصادرة من خلال مشروع جولدبرج – برافر ، الذي تسعى المؤسسة الإسرائيلية لتحويله إلى قانون عنصري جديد ، يخوّل رئيس الحكومة الإسرائيلية بمصادرة الارض هناك ، وتهجير اهلها إلى أي بقعة ارض أخرى دون تسويغات قانونية ملائمة . وذكرى يوم الارض كما يقول مراقبون ليست احتفالا فقط، وانما هى مشروع حقيقى لابد من توظيفه واستثماره للحفاظ على ما تبقى من فلسطين والذى يتأتى باستعادة الحركة الوطنية الفلسطينية وتحقيق الوحدة الفلسطينية حول برنامج نضال واحد وقيادة واحدة ، وضرورة الضغط على المجتمع الدولى باقراره سلسلة اجراءات عقوبية رادعة تلزم الكيان الصهيونى بالشرعية الدولية وقراراتها لتوفير الحماية للشعب الفلسطينى وممتلكاته وتراثه التاريخى . واننا فى شبكة الاعلام العربية " محيط" لنؤكد ان احتفال هذا العام يأتى فى ظل ثورات الربيع العربى الذى شهدته وتشهده أكثر من دولة عربية ، وانه لابد من استثمار تلك الاحتفالية فى تذكير الشباب العربي بالروح النضالية التى دافعت عن الارض واستشهدت من اجلها . ونختم بأن التوقف امام ذكرى هذه الملحمة البطولية والتاريخية للشعب الفلسطينى فى الاراضى المحتلة ورفضه للسياسات الفاشية والعنصرية الصهيونية تتطلب تقديم كافة اشكال الدعم والمساندة العربية والاسلامية التى من شأنها العمل على استمرار انتفاضته حتى نيل حقوقه المشروعة ووقف وازالة مشاريع الاستيطان والتهويد.