أكدت نيفين الشافعي نائب رئيس هيئة الاستثمار على أن فرنسا تعد ثاني أكبر مستثمر في مصر باستثمارات بلغت نحو 2.4 مليار دولار. جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها اليوم الثلاثاء أمام المنتدى الاقتصادي حول الوضع الاقتصادي في مصر والذي عقد بمقر السفارة المصرية بباريس بحضور عدد من المستثمرين وممثلي الشركات الفرنسية الكبرى تحت رعاية السفير ناصر كامل سفير مصر بباريس.
وقالت أن الاستثمارات الفرنسية في مصر تتركز في عدد من القطاعات الهامة من بينها النفط والسياحة والصناعة والإنشاءات والمصارف إلى جانب قطاع الاتصالات.
وأضافت أن زيارتها الحالية إلى فرنسا جاءت بدعوة من الوكالة الفرنسية للترويج الدولي للشركات ''يوبيفرانس" لحضور اجتماع هام عقد اليوم عن الاقتصاد المصري وآفاق العلاقات التجارية الفرنسية المصرية وعقد في وقت سابق اليوم بمقر "يوبيفرانس" بباريس بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العامة وأصحاب الشركات الفرنسية المهتمين بالسوق المصري.
وقالت أن الزيارة الحالية تهدف إلى توجيه رسالة ثقة في الاستثمار المصري في المرحلة الحالية.
واستعرضت نائب رئيس هيئة الاستثمار الوضع الاقتصادي الحالي في مصر، مشيرة إلى انخفاض الناتج المحلى في مصر ليصل إلى حوالي 1.8 %.
وأكدت استمرار برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه مصر وفتح المزيد من القطاعات أمام الاستثمار الأجنبي..موضحة أن سوق الأوراق المالية حقق ارتفاعا ملحوظا في فبراير الماضي بلغ 47.5 % بفضل الانتخابات البرلمانية والإعلان عن تحديد موعد الانتخابات الرئاسية.
واستعرضت المسئولة الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات وعلى رأسها التعديل التشريعي لقانون الاستثمار والمادة التي تتيح التصالح مع المستثمر.
من جانبه قال السفير ناصر كامل سفير مصر بباريس في الكلمة الافتتاحية للمنتدى أن الجانب الفرنسي أكد على عودة الاستثمارات الفرنسية بقوة إلى مصر بعد الانتخابات الرئاسية واستكمال البناء المؤسسي للدولة عبر مؤسسات منتخبة من الشعب "وهو الأمر الذي يتيح لشركاء مصر أن يقيموا المزيد من الاستثمارات".
وأعرب السفير عن يقينه من أن مصر ستكون جاذبة بشكل أكبر للاستثمارات الأجنبية والفرنسية بفضل معايير الشفافية والحوكمة التي سوف تكون مصادر إضافية لجذب الاستثمارات.. مشددا على أن الديمقراطية تكفل للمستثمر الأجنبي وجود مناخ إستثمارى أفضل من السابق في مصر.
وأشار السفير إلى أن مصر وبشهادة الشركاء كانت أسرع دولة من بين بلدان "الربيع العربي" في الانتهاء من الانتقال الديمقراطي.
وأكد السفير ناصر كامل على أهمية اللقاء الذي عقد اليوم مع الجانب الفرنسي لشرح الوضع العام في مصر وخاصة من الناحية الاقتصادية والاستماع إلى الشركاء الفرنسيين ولسفير فرنسا لدى مصر جون فيليكس باجنون حول رؤيتهم أيضا للوضع الحالي في مصر لا سيما الاقتصادي.
وأوضح أن الجانب الفرنسي أكد على أهمية الاقتصاد المصري المتنوع وهو ما جعله وعلى الرغم من الأزمة التي واجهها الاقتصاد خلال الفترة الماضية يظل صامدا .
وأشار إلى أن المستثمرين الفرنسيين في مصر لم يغادروا السوق المصرية بينما حرصت بعض الشركات وخاصة "فرانس تليكوم" على زيادة حجم استثماراتها.
وقال أن الاجتماع تطرق إلى فرص ومحاور المستقبل الاقتصادي لمصر في نهاية مرحلة الانتقال الديمقراطي وهو الأمر الذي سينعكس على الاستقرار الاقتصادي والاستثماري.. مشيرا إلى العلاقات الاقتصادية المتميزة التي تربط بين فرنسا ومصر.
وأكد السفير ناصر كامل للمستثمرين وممثلي الشركات الفرنسية أنه لا توجد أية أحزاب مصرية ضد التجارة والاستثمار حيث أن 90 % من نواب البرلمان وعلى اختلاف انتماءاتهم أكدوا حرصهم على المحافظة على اقتصاد السوق وجذب المزيد من الاستثمارات وخاصة الأجنبية.
وطمأن السفير المصري الجانب الفرنسي بأن الأحزاب الإسلامية أكدت أنها لن تقوم بإلغاء الاستثمارات الحالية، بل أنها ستقوم بإقامة استثمارات "إسلامية" (وفقا للشريعة) وهو ما يعد قطاعا جديدا يضاف إلى القطاع الاستثماري في مصر كما هو الحال في عدد من البلدان ذات الاقتصاد القوى مثل تركيا وبلدان أخرى.
وبالنسبة لحركة السياحة الفرنسية إلى مصر ..أكد السفير أن عدد السائحين الفرنسيين الذين يزورون مصر ستشهد ارتفاعا وعودة إلى أرقامه السابقة في سبتمبر القادم.
ومن المقرر أن تعقد نائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار في وقت لاحق اليوم لقاءات مع ممثلي الشركات الفرنسية المتخصصة في بعض القطاعات والراغبة في الاستعلام عن إمكانية ممارسة نشاطها الاستثماري في مصر والقطاعات الواعدة بالنسبة للاستثمارات .
كما تلتقي نيفين الشافعي غدا الأربعاء وقبيل مغادرتها باريس مع ديفيد أبيا رئيس الوكالة الفرنسية للاستثمارات الدولية.