بالصور .. جثمان الشهيد العاروري يتحرر من "مقبرة الأرقام" محيط - خاص الشهيد مشهور العارورى بعد خمسة وثلاثين عاما من احتجاز الاحتلال الإسرائيلي لجثمانه في "مقبرة الأرقام" وفي أجواء مهيبة امتزجت فيها مشاعر الحزن بمشاعر الفخر والاعتزاز الوطني ، شيع الفلسطينيون يوم الخميس الموافق 12 أغسطس / آب الشهيد مشهور طلب العاروري . وانطلقت مراسم التشييع من أمام مستشفى رام الله وحملت السيارات الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد العاروري ورايات الجبهة الديمقراطية التي ينتمي إليها وعند مخارج مدينتي رام الله والبيرة أدت المجموعات العسكرية التابعة لقوى الأمن الوطني وحرس الرئاسة الفلسطينية التحية العسكرية للشهيد العقيد مشهور العاروري في طريقه إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه في بلدة "عارورة" . والشهيد مشهور العاروري كان استشهد بتاريخ 18 أيار 1976 خلال قيادته لعملية فدائية للجبهة الديمقراطية ضد الاحتلال عرفت باسم عملية "الشهيدة لينا النابلسي" ونفذت في منطقة الأغوار ومنذ ذلك التاريخ واصلت عائلته المطالبة بتحرير جثمانه إلى أن نجحت الحملة الوطنية للإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزين في نهاية العام الماضي باستصدار قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية يقضي بتسليم جثمانه حيث استكملت الإجراءات بذلك بقرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتسليمه في 11 أغسطس . وكان المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قرر اعتبار سنوات احتجاز جثمان الشهيد العاروري من قبل سلطات الاحتلال سنوات خدمة عسكرية فعلية استمر خلالها حتى بعد استشهاده في أداء واجبه النضالي الوطني مستحقاً بذلك رتبة عقيد. وأخيرا وبعد 34 عاما من الاحتجاز ، عاد جثمان الشهيد الفلسطيني مشهور طلب العاروري إلى قريته في رام الله ليتحقق حلم والدته العجوز التي كانت تتمنى أن يطيل الله في عمرها حتى تشارك في جنازته وتطمئن أن ابنها قد تحرر من الغياب والنسيان وصار له قبرا واسما وليس رقما. ومن جانبها ، نشرت صحيفة "القدس" تقريرا حول تلك اللحظات التاريخية ، قائلة :" في الطريق من حاجز رنتيس إلى مستشفى رام الله رافقتنا والدة الشهيد في سيارة الإسعاف التي نقلته وكانت طوال الطريق منحنية تقبل التابوت الذي لف بالعلم الفلسطيني ، مخاطبة ابنها قائلة : الحمد لله على سلامتك يا مشهور ، انتظرتك طويلا، وكنت واثقة أنك ستعود الى أبيك وأمك وبلدك ، كان قلبي معك ، وكنت قد وعدتك بزفة كبيرة ، وها هي زفتك الفلسطينية قد بدأت يا أجمل عريس ، والدك ينتظرك بالبيت على أحر من الجمر" . ووفقا للتقرير ، فإن أم مشهور لم تبك وكانت قوية كأنها عادت شابة مفتخرة بولدها وصوتها يلعلع ويزغرد وتتحدث مع الصحافة برباطة جأش كأنها انتصرت على إسرائيل التي حجزت رفات ابنها طوال هذه المدة . والدة الشهيد كما بدت الأم وكأنها رفعت جثمان مشهور بيديها من وسط مقابر الاحتلال التي تسمى مقابر الأرقام ، هذا بجانب أنها سارعت إلى استبدال الرقم الذي كان مسجلا على قبره باسمه وصورته . وتابع التقرير أيضا " أم مشهور تفقدت ملابسه وساعته ، ونظرت طويلا إليه، كانت خائفة أن يكون ابنها قد تعرض لسرقة لأحدى أعضائه، متيقنة أن مشهور ظل يشتبك بروحه طوال 34 عاما من أجل أن يعود إلى أمه وبيته كاملا ، كان مشهدا يجسد رواية الفلسطيني الذي يعود ميتا ويعود حيا إلى هنا إلى الأرض التي امتلأت بأرواح الشهداء وكان مشهدا يلقي سؤال الحياة على الشهداء المأسورين المحتجزين هناك في تلك المقابر البائسة في انتظار أن يتحرروا من المنفى والذوبان في غموض المسافات". واستطردت "القدس" قائلة :" مشهور العاروري يفتح ملف المفقودين والشهداء المحتجزين المعذبين الحالمين بجنازة وورد ومشيعين وقبر لائق حوله أزهار ونقش من الآيات ورائحة بشر يقرأون الماضي في سفر الحاضر حتى لا تعود اللغة إلى الوراء ، ترك العاروري خلفه ما يزيد عن 320 شهيدا يتألمون في حفرهم الفردية والجماعية ، أجسادهم تنهشها الطيور الجارحة أو الحيوانات المتوحشة ، يحاولون أن يرفعوا أجسادهم إلى مستوى الانتباه ". وتابعت " مشهور يوصينا أن نعمل على إغلاق مقابر الأرقام واستعادة رفات شهدائنا المأسورين ، ويكشف أن احتجازهم لم يكن لأجل مفاوضات أو صفقة أو وسيلة للضغط، وإنما من أجل الانتقام من كل من أراد أن يكون حرا وسيدا في بلده ووطنه ومن كل من رفض الظلم وتمرد على العبودية". واختتمت القدس قائلة :" السماء في رام الله انخفضت احتراما لكرامة الشهيد ، عناق بين البشر وأرواحهم لأول مرة في ساحة المنارة ، صارت الحياة هي وعي الموت والتحرر من قيود الزمن، شهر رمضان يتقدم وكان أول المتقدمين الشهيد مشهور العاروري يتباهى في هذا الشهر الفضيل". الشهيدة لينا النابلسي لوحة رسم للشهيدة لينا النابلسى في انتفاضة عام 1976 التي استمرت ثلاثة أسابيع ، برز الحقد الصهيوني مرة أخرى حينما لجأ أحد ضباط الاحتلال الى إطلاق الرصاص عن قرب على الشابة المناضلة الشهيدة لينا النابلسي في مدينة نابلس لأنها كانت تقود مظاهرة كبيرة بزيها المدرسي واستطاعت النجاح في الافلات من قبضة الاحتلال ولكن جيش الاحتلال تابعها وبعد مطاردة طويلة استطاع أن يساعدها في نيل الشهادة. صور التشييع والد ووالدة الشهيد