عادت مظاهر الحياة اليومية الى طبيعتها في مدينة "باماكو" عاصمة مالي بعد عودة معظم الجنود المتمردين الى ثكناتهم، فيما استأنفت محطات البنزين والاسواق نشاطها بعد ان امر المجلس العسكري الذي اطاح بالرئيس أمادو توماني توري الاربعاء الماضي كل الجنود بالعودة الى ثكناتهم. كما تراجعت عمليات اطلاق النار والنهب ايضا، في وقت عادت شرطة المرور الى التقاطعات المزدحمة والعمال الى مواقع البناء لاول مرة منذ ايام، وفي سوق المدينة قامت شاحنات بتفريغ حمولات ضخمة من البطاطا والبصل والطماطم .
وجابت ايضا مواكب الزفاف شوارع العاصمة التي كانت مليئة خلال الايام الماضية بالجنود الذين يقومون بخطف السيارات واطلاق النار في الهواء.
ويشار الي ان مالي شهدت في اعقاب الانقلاب حالة من النفلات الامني واعمال السلب والنهب.
وتوالت الادانات الدولية المطالبة بعودة الجنود الى ثكناتهم وعودة الحكم المدني برئاسة أمادو توماني الى البلاد، وجمد الاتحاد الافريقي عضوية مالي في اطار تصاعد الضغوط الاقليمية والدولية على قادة الانقلاب.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بي سي" عن زعيم الإنقلاب العسكري انه ليس لديه نية للبقاء فى السلطة، لافتا الى إنه سيتنحى بعدما يتأكد من قدرة الجيش على تأمين البلاد.
ونجم الانقلاب عن تنامي مشاعر الاحباط في صفوف الجنود من ذوي الرتب البسيطة بسبب عدم توافر العتاد اللازم للتصدي للمتمردين الذين يقودهم الطوارق الذين يقاتلون من اجل استقلال المنطقة الشمالية الصحراوية الواسعة.