أكد وزير الداخلية الفرنسى كلود جيان أن أحداث تولوز ومونتوبان تشير الى أن التهديد "الارهابي" لا يزال يخيم على بلادنا. وأضاف جيان ، فى حديث لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم السبت "أنه في معظم الحالات نحن نتعامل مع الأفراد الذين يعملون في مجموعات ونقوم باستجوابهم ولكن فى حالة مونتوبان وتولوز كان علينا أن نواجه تهديدا من نوع آخر حيث كان محمد مراح إرهابي يتحرك بمفرده وهذه هى المرة الأولى التي تواجه فيها فرنسا هذا النوع من العمل".
وحول الانتقادات الموجهة للشرطة والجهاز الأمني الفرنسي بعد أحداث تولوز بالتقاعس عن ملاحقة محمد مراح على الرغم من علمها ببعض جولاته إلى كل من أفغانستان وباكستان ، أكد أنه في فرنسا "لا نقوم بمحاسبة المواطنين على جرائم الرأي كما أنه لا يمكن القاء القبض على (مراح) لانه يرافق أفراد ينتمون للفكر السلفى هذا بالإضافة إلى انه لم يكن هناك أى مؤشر على أن مراح ورفاقه يمثلون خطرا ".
وفيما يتعلق بإعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية عن أن "محمد مراح" كان على قائمة الأشخاص الممنوعين للسفر لديها ، قال وزير الداخلية الفرنسى أن الأمريكيين معتادون على إدراج العديد من الأشخاص على هذه القائمة وخاصة الذين يقومون بزيارة أفغانستان وباكستان ، ولكن أذكر بأن مراح كان فرنسيا وبالتالى لايمكن أن يحذر تنقله داخل البلاد".
وتأتى هذه التصريحات بينما تواجه الحكومة الفرنسية جدالا حول احتمال وجود ثغرات في مراقبة أجهزة الاستخبارات الفرنسية لمحمد مراح المشتبه به في تنفيذ جرائم تولوز ومونتوبان والذي قتل يوم الخميس الماضي برصاص وحدة النخبة من الشرطة الفرنسية .
وأكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس أنه لم يكن هناك ما يبرر القبض على محمد مراح منفذ هجمات تولوز ومونتوبان ، والتي قتل فيها سبعة أشخاص في جنوب غرب فرنسا، قبل ارتكابه تلك الجرائم لأن فرنسا دولة قانون.
وأضاف فيون أنه ليس لدينا الحق في بلدنا أن نراقب باستمرار وبدون قرار قضائي شخصا لم يرتكب جريمة . من جانبه انتقد كريستيان بروتو، القائد السابق لقوات التدخل الخاصة التابعة للدرك الوطني، في تصريحات صحفية ، الاستراتيجية التي اعتمدتها قوات الشرطة الخاصة خلال اقتحامها للشقة التي كان يتواجد فيها محمد مراح، وتساءل عن السبب الموضوعي الذي حال دون القبض عليه حيا.
وأعرب عن أندهاشه حول عدم تمكن "كتيبة كاملة من الشرطة القبض على شخص واحد معزول وكان من المفروض مهاجمته بواسطة القنابل المسيلة للدموع لكي يفقد الوعي ولكن تمت مهاجمته بعدد كبير من القنابل اليدوية، مما زاد خوفه وجعله يطلق النار بكثافة غير عادية على رجال الأمن".
وأضاف بروتو كان "بإمكان قوات الشرطة أن تستدرج محمد مراح إلى الخارج وتوقعه في فخ ثم تقبض عليه حيا ، ربما قد تعتبر هذه الخطة صعبة التطبيق وغير واقعية لكن أريد أن أؤكد أن عندما كنت على رأس القوات الخاصة التابعة للدرك الوطني قمنا ب64 عملية مماثلة دون أن نسجل سقوط قتيل واحد".
كما انتقدت إيفا جولي مرشحة حزب الخضر للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة إشراف وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان شخصيا على عملية تولوز واتهمته بخرق القانون الجنائي الفرنسي.
وأضافت جولي في حديث مع إذاعة الشرق بباريس "لقد عملت قاضية لمدة عشرين سنة وقمت بقيادة مثل هذه العمليات مع القوات الخاصة طبعا أنا أثق في هذه القوات لكن كنت أنا التي تقود العمليات وليس وزير الداخلية".
وتابعت "للمواطنين الحق اليوم أن يتساءلوا لماذا لم يتم القبض على محمد مراح أثناء خروجه من مسكنه ولماذا استخدمت كل هذه القوة والإمكانيات المادية والبشرية".
وفى سياق متصل اتهمت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان عبر شبكة إذاعة "فرانس أنفو" الاستخبارات الفرنسية بالتقاعس في مراقبة محمد مراح مؤكدة أن سلسلة الإجراءات الجنائية والقانونية التي اقترحها نيكولا ساركوزي أمس الخميس لمحاربة التطرف العقائدي في فرنسا لن تكون مجدية".
وقالت لوبان: "يبدو أن الرئيس الفرنسي بدأ يكتشف أننا سمحنا لأئمة أجانب بالدخول إلى أراضينا للترويج لأعمال العنف والفتنة" .