عزم الاتحاد الافريقى على تجميد عضوية مالى بعد يومين من انقلاب عسكري استمرت فيه اعمال الشغب والنهب، وذلك في اطار تصاعد الضغوط الاقليمية والدولية على قادة الانقلاب. وابلغ زعيم الإنقلاب العسكري فى مالي هيئة الاذاعة البريطانية "بى بي سي" انه ليس لديه نية للبقاء فى السلطة. وقال النقيب أمادو سانوغو إنه سيتنحى بعدما يتأكد من قدرة الجيش على تأمين البلاد. واشتكى سانوغو من ضعف تسليح جنوده وتدريبهم للقتال ضد المتمردين فى الشمال. وقال إن القادة السابقين للبلاد قد يمثلون أمام المحكمة. وما يزال من غير المعروف المكان الذي يوجد به الرئيس أمادو توماني توري بعد مرور يومين من الانقلاب عليه. إلا أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي قال إن لديه ضمانات بأن الرئيس يوجد في مكان آمن تحت حماية أنصاره وغير بعيد عن العاصمة باماكو. ونهب جنود محطات البنزين وخطفوا سيارات في العاصمة المالية باماكو يوم الجمعة، وقال الاتحاد الافريقي الجمعة انه جمد عضوية مالي بعد الانقلاب. وقال جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي للصحفيين بعد اجتماع لمجلس الامن والسلم التابع للاتحاد في اديس ابابا: "علمنا ان الرئيس بخير في حماية عدد من الموالين له". واضاف: "الرئيس موجود في مالي بالتأكيد. والتأكيدات التي تصلنا من الذين يقومون بحمايته هي انه ليس بعيدا عن باماكو". وسعى زعماء الانقلاب للاستفادة من السخط الشعبي بسبب تعامل الرئيس توري مع تمرد يشنه بدو شماليون، لكنهم بدوا معزولين بعدما أدان ائتلاف من الاحزاب الانقلاب ودعا الى انتخابات جديدة. وكانت الانتخابات مقررة في ابريل/نيسان المقبل قبل ان يقع الانقلاب. وقالت عشرة احزاب، بينها أكبر حزب بالبرلمان، في بيان مشترك: "يدين الموقعون هذا الاستيلاء (على السلطة) بالقوة والذي يعد انتكاسة كبيرة لديمقراطيتنا". ونقلت وكالة "رويترز" عن سكان العاصمة المالية ان باماكو تعاني من نقص في الخبز والوقود، بينما قام جنود متمردون بأعمال نهب لمحطات بنزين ومتاجر وسرقوا سيارات.
وعلى الرغم من دعوة سانوغو الجنود لوقف النهب واحترام الممتلكات الخاصة فان سكانا قالوا ان أعمال النهب مستمرة وانها سببت نقصا في السلع كما تضاعفت أسعار الوقود الى أكثر من 1300 فرنك افريقي (2.6 دولار) للتر. وأغلقت معظم المتاجر ومحطات البنزين والشركات أبوابها في المدينة بينما جازف بعض السكان بالخروج بحثا عن الخبز والبنزين. وقالت مصادر ان متمردي الطوارق في شمال مالي زحفوا صوب الجنوب لاحتلال المواقع التي اخلتها القوات الحكومية، وذلك في محاولة للاستفادة من الاضطرابات في العاصمة البعيدة. وقال سانوغو انه مستعد للتفاوض مع المتمردين لكن هدفه هو الحفاظ على وحدة أراضي البلاد. وقال ضابط من حكومة مالي في بلدة كيدال الشمالية ان المتمردين (الطوارق) احتلوا الثكنة العسكرية في أنيفيس التي تبعد 100 كيلومتر الى الجنوب الغربي بعد انسحاب القوات الحكومية. وقال المتمردون في موقعهم على شبكة الانترنت انهم سيطروا على أنفيس التي تقع على الطريق السريع بين جاو وكيدال. ويقاتل المتمردون منذ منتصف يناير /كانون الثاني من اجل انفصال الشمال، وتمكنوا من طرد القوات الحكومية من بلدات نائية لكنهم لم يهددوا العواصم الاقليمية كيدال وتمبكتو وجاو.