كنت على موعد فى نقابة الصحفيين مع صديقة لى مسيحية, عقب الأنتهاء من مراسم جنازة البابا شنودة الثالث, فأردت أن أخفف عن صديقتى من أحزانها , فأصطحبتها معى لنقابة الصحفيين لتناول الغداء, ثم جلسنا فى الدور الثامن ,حيثُ منظر القاهرة الخلاب ساعة الغروب , وكان يجلس حولنا عدد من الزملاء الصحفيين من مختلف الصحف المصرية, فلفت نظرى ثلاثة صحفيين من( جريدة الشعب,) لم أراهم منذ ما يقرب من عشر سنوات ,عندما كانوا ينظمون الوقفات الأحتجاجية أمام نقابة الصحفيين, للمطالبة بعودة جريدتهم , التى أغلقها لهم( يوسف والى )وزير الزراعة الأسبق - المحبوس حاليا- على خلفية الحملة الصحفية التى قامت بها صحيفة الشعب بشأن المبيدات المسرطنة التى أستوردها يوسف والى من أسرائيل, وتسببت فى تدمير الزراعة المصرية لمدة 30 عاما قادمة , حسب ما أكده خبراء الزراعة , كما تسببت فى أصابة ملايين المصريين بالأورام السرطانية والفشل الكلوى. المهم , سألت زملائى الصحفيين بجريدة الشعب: كيف حالكم؟ وبنبرة يملأها الحزن والأسى ,قالوا لى: نحن مازلنا مشردون بلا عمل , وبلا رواتب , ومازال فلول مبارك ينتقمون منا إلى الأن بسبب حملتنا ضد يوسف والى ! وطبعا حملة جريدة الشعب ضد يوسف والى كانت أسرائيل طرفا متهما فيها , على أعتبار أنها صدرت لمصر عن طريق والى مبيدات زراعية مسرطنة لتدمير المصريين, وهو ما حدث بالفعل, فلا يوجد أسرة فى مصر إلا وبها مريض بالسرطان أو بالفشل الكلوى.فسألت زملائى" هل لجأتم إلى المجلس العسكرى أو أى من المسئولين لحل مشكلتكم ,أوعلى الأقل لتسوية رواتبكم؟ قالوا لى,أنهم بعثوا بمشكلتهم للمجلس العسكرى الذى يدير البلاد حاليا , لكنه قام بتحويل مذكراتهم إلى مجلس الوزراء, وبالتالى فقد أخفاها فلول النظام السابق داخل الأدراج! وأشار زملائى أنهم حاولوا مقابلة اللواء مراد موافى , مدير المخابرات العامة المصرية, لكنهم فشلوا فى الوقت الذى أستقبل فيه موافى, الدكتور حازم عبد العظيم وجلس معه لمدة ساعتين! ،والمعروف أن الدكتور حازم عبد العظيم ا كان مرشحا لمنصب وزير الاتصالات , وتم أستبعاده من الترشيحات بسبب ما أثير عن علاقته التجارية بشركة إسرائيلية ,عن طريق شركة "cit" للبرمجيات المملوكة لحازم عبد العظيم ,و التي تعمل في مجال الهواتف النقالة مع شركة "أورن" الاسرائيلية للبرمجيات، التي تعمل من خلال موقعها على الأنترنت www.eyron.com. وكانت جهات رسمية مصرية رصدت مقابلات بين عدد من العاملين في شركة حازم عبد العظيم والشركة الإسرائلية، بدأت في 12 يونيه 2009، في مقر معهد الفنادق بمدينة طابا بين الإسرائيلي، ى نافاتالي أوبا توستي نائب رئيس شركة أورن . وتم الاتفاق خلال اللقاء بين الدكتور حازم يوسف عبد العظيم، والمسئول الإسرائيلي، على تنفيذ برمجة للتليفون المحمول باللغة العربية لصالح شركة إسرائيلية! كما أن صحيفة " واشنطن بوست" كشفت فى تقرير لها ,أن رئيس الوزراء الأسرائيلى بنيامين نيتنياهو أستعان باللواء مراد موافى لحماية البعثة الدبلوماسية الأسرائيلية فى القاهرة أثناء الهجوم على السفارة الأسرائيلية فى القاهرة. فإذا كان اللواء موافى,أهتم بكل من كانت له علاقة بأسرائيل , سواء كان دبلوماسيا من رعاياها ,أو جاسوسا محتجزا فى السجون المصرية, أو من كان على علاقة تجارية مع أحدى الشركات الأسرائيلية ,فأنا كمواطنة , مصرية أضع ملف صحفيو الشعب الذين تصدوا لمخططات أسرائيل, أمانة أمام اللواء مراد موافى , فهم أولى بأهتمامه عن الأسرائيليين الذين دمرونا طوال فترة الرئيس المخلوع . فنحن نعرف جميعا وطنية اللواء مراد موافى وتفانيه لحماية مصر, والدور الكبير الذى لعبه فى عدة ملفات , كان فى مقدمتها ملف مجاهدى سيناء الذى رفع معاشهم من 13 جنيه, إلى 700 جنيه , بعد معاناتهم لسنوات طويلة مع نظام مبارك, كما أهتم موافى بمشكلات الأشقاء الفلسطينيين , وحرر أعداد كبيرى من الأسرى الفلسطينين الذين كانوا مسجونين فى السجون الأسرائيلية, مقابل الأفراج عن الجندى الأسرائيلى "جلعاد شاليط", بالأضافة إلى الأفراج عن الجاسوس الأسرائيلى "إيلان جرابيل". لذا فأنى أقول للواء موافى أن صحفيو جريدة الشعب تصدوا لمخططات اسرائيل لتدمير الزراعة المصرية, ولعبوا دورا وطنيا من خلال حملتهم التى كشفت المبيدات الأسرائيلية المسرطنة التى أدخلها يوسف والى إلى مصر لتدمير صحة المصريين, فيجب أن يُرد لهم أعتبارهم , وتُعاد لهم حقوقهم , حتى لا نرسخ للأجيال القادمة منهج( أن جزاء من تصدى للفساد ودافع عن الوطن ,هو السجن و التشرد , أما من كان على علاقة جيدة بأسرائيل, فيستقبله المسئولون ويجلسون معه ويستمعون إليه بالساعات!)