يفتتح صباح اليوم السبت في مدينة أوساكا اليابانية معرض الآثار المصرية "الملك توت عنخ آمون ..العصر الذهبي للفراعنة" للجمهور، بعد انتهاء عرضه رسميًا لمدة شهرين بمتحف تمبوزان أكبر متاحف مدينة أوساكا اليابانية. وقد أقيم أمس احتفال جماهيري بمقر المعرض بمتحف تمبوزان بمدينة أوساكا احتفالا بهذه المناسبة، حضره وفد مصرى ضم من مصر المستشار السياحي سيد عبد الجواد والمستشار الثقافي الدكتور المصيلحى زايد، والمستشار الإعلامي بالسفارة المصرية باليابان محمد ناجي ومحمد فرحات المدير الإقليمي لمؤسسة مصر الطيران الشركة الوطنية وممثلي الشركة اليابانية المنظمة للمعرض باليابان. وقد تم في احتفال أمس الجمعة الإعلان - لممثلى الصحافة العالمية واليابانية - عن افتتاح المعرض من اليوم السبت ولمدة أربعة أشهر، لينتقل المعرض بعدها إلى العاصمة اليابانية طوكيو لمدة ستة أشهر أخرى، وذلك فى آخر محطة للمعرض باليابان والذي يستمر بها لمدة عام، بعد أن طاف عددا من قارات العالم فى بعض الدول الأوروبية وأمريكا واستراليا وأخيرا يختتم جولته التى بدأت منذ عام 2002 وحتى الآن باليابان لمدة عام سفيرا لمصر سياحيا واثريا وثقافيا، مؤكدا عظمة الحضارة المصرية على مر التاريخ. وأشار المستشار السياحي باليابان - في كلمته أمس بالاحتفال - إلى أن المعرض سيسهم بشكل كبير في مزيد من الترويج للحركة السياحية اليابانية الوافدة إلى مصر وزيادة نصيب مصر من حجم السوق السياحي الياباني، خاصة من الأجيال الشابة، خاصة وأن الشعب الياباني شعب مثقف وعاشق ومولع بالحضارة المصرية القديمة. مشيرا إلى أن جميع مؤشرات بيع تذاكر المعرض تؤكد أن المعرض سيلقى إقبالا كبيرا من اليابانيين ويتوقع أن يزوره أكثر من مليوني زائر، حيث تم قبل الافتتاح الشعبي والجماهيري بيع تذاكر المعرض والتى بلغت ما يقرب من 80 ألف تذكرة دخول بسعر30 دولارا مع تخفيض للطلبة والشباب بخصم 50 % ، مؤكدا أن معرض توت عنخ آمون رسالة حب من مصر إلى كل شعوب العالم يدعوهم للعودة لزيارة مصر من جديد لمشاهدة والاستمتاع بدفء مصر وعظمة أجدادنا الفراعنة قبل سبعة آلاف عام مضت، مؤكدا أن مصر ستظل بلد الأمن والاستقرار التي ترحب بزائريها بكل الحب والود وكرم الضيافة. من جانبه أعلن المدير الإقليمي لمؤسسة مصر للطيران عن عودة تشغيل خط مصر للطيران اعتبارا من 15 ابريل المقبل بواقع رحلتين أسبوعيا مما يساهم في عودة الحركة السياحية اليابانية لمصر (القاهرة - طوكيو) قريبا. والمعرض يضم 122 قطعة أثرية نادرة من كنوز الملك الشهير توت عنخ آمون صاحب أهم وأشهر مقبرة فى تاريخ الحضارة المصرية لاكتشافها لأول مرة كاملة ، حيث نجت مقبرته على مدى آلاف السنين من عبث وقبضة لصوص الآثار والمقابر الملكية فى العصر القديم لتكون شاهدا على كثير من الحقائق والمعلومات الدقيقة عن فترة هامة من تاريخ مصر القديم. من جانبه، أشار (جان اشبيشه) المدير التنفيذى للشركة المنظمة للمعرض عن ترحيب اليابان بمعرض آثار مصر في ماضيها الذهبي وافتتاحها له ، مشيرا إلى أن متحف (يمبوزان) أشهر المتاحف اليابانية قد أعيد تصميمه وصياغته ليتلاءم مع عرض الآثار المصرية الفريدة. وأكد أن هذا المعرض سيتعلم منه العالم أن مصر ذات حضارة عريقة وتاريخ عظيم، لافتا إلى أن مصر كانت تحكم العالم، وأن المصريين هم الذين علموا البشرية كلها. وأشار إلى أن المعرض يعرض حلى وقلادات الملكات والأميرات من الدولة الحديثة، ونبذة تاريخية فى كتيبات فاخرة عن قصة اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون على يد عالم المصريات الانجليزي هوارد كارتر عام 1922 ، والأسلوب العلمي والدقة المتناهية التي استخدمت لضمان المحافظة على الآثار المصرية وذلك بمصاحبة عرض فيلم تسجيلي عن تغليف ونقل الآثار ، وجزء من أنشطة وجهود وزارة الآثار فى حماية آثارها وأسلوب الترميم والكشف عن الآثار قدمته وزارة الآثار خلال الافتتاح الرسمى للمعرض. وقال انه سيتم عرض أفلام على الجماهير اليابانية ليعرفوا قيمة ما يشاهدون وخاصة الشباب الذي يرى الآثار المصرية والتي قرأ عنها فى الكتب ليجدها واقعا حقيقيا أمامه، كما سيتم عرض أدوات استخدمت في عملية الدفن الملكي والحياة اليومية في مصر القديمة، وأوعية كانت تضع فيها كبد وأحشاء الملك توت المحنطة ومستندات تشرح الأساليب الطبية الحديثة والخاصة بتحليل الحمض النووي الذي أجري للملك، والتي تكشف أسرارا جديدة عن أسرته وكيف مات أفرادها، ونسخة مماثلة للمومياء الحقيقية للملك الموجودة بالمتحف المصرى بالقاهرة والتى من المقرر أن يتم عرضها خلال فترة المعرض بمدينة طوكيو أوائل أغسطس القادم لمدة ستة شهور. ومن أهم القطع التى يضمها المعرض عدد من التماثيل لملوك عصر الدولة الحديثة 1300-1450 قبل الميلاد وفى مقدمتهم عدد من تماثيل الملك الشهير توت عنخ آمون وعائلته فى أوضاع مختلفة ، حيث يتصدر مدخل المعرض تمثال للملك واقفا وتمثال للملك اخناتون وتحتمس الثالث والملكة تى والملكة نفرتيتى ، كما تضم القطع أهم ما اكتشف بمقبرة الملك الشهير وعدد من ادوات التحنيط والأوانى التى كانت تستخدم لوضع العطور وأدوات الزينة وأدوات وأوان أخرى كانت تستخدم فى عملية التحنيط والمعروفة بالأوانى الكانوبيه باشكالها واحجامها المختلفة من الألبستر والأحجار الكريمة والذهب الخالص ، كما يضم المعرض عددا من أدوات الحلى من قلادات اشهرها قلادتين للملك توت عنخ آمون من الذهب الخالص والأخرى من الأحجار الكريمة.