القاهرة : بعد ساعات من تصريحات نتنياهو التي كشف خلالها شروطه للتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين والتي وصفها كثيرون بأنها تنسف المفاوضات المباشرة قبل انطلاقها وتقضي تماما على حق العودة ، أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيانا الأحد أوضحت فيه أن استمرار السياسات الاستفزازية الإسرائيلية وخاصة الاستيطان ينزع الجدية عن أي عملية تفاوض. وعبرت الأمانة العامة عن قلقها البالغ من التفسير الإسرائيلي الذي تدخل على أساسه تل أبيب المفاوضات المباشرة ، محذرة من أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الدخول مرة أخرى في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب. وتابع البيان أنه في ضوء دعوة الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلع الشهر القادم في واشنطن فإن الموقف العربي كان ولا يزال يستند إلى مبادرة السلام العربية والأسس والمتطلبات التي نصت عليها لتحقيق السلام العادل والشامل للنزاع العربي الإسرائيلي والحفاظ في إطاره على الحقوق العربية المشروعة وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني. وأشار أيضا إلى أنه منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية مسئولياتها وظهور الاهتمام الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما بتحقيق السلام في الشرق الأوسط في إطار زمني قريب ومحدد حرصت الجامعة العربية على التجاوب مع هذا التوجه مع العمل على أن يكون لاستئناف عملية التفاوض المقومات اللازمة للنجاح من خلال الاتفاق على مرجعيتها والتأكد من عدم السماح بالاستمرار في تغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة. وطالب البيان بوقف الاستيطان ووقف الممارسات غير المشروعة في القدس ، مؤكدا أن استمرار تلك السياسات ينزع الجدية عن أي عملية تفاوض. ورحبت الأمانة العامة في هذا الصدد ببيان الرباعية الدولية الأخير وقالت إنه تضمن عدة عناصر إيجابية منها ضرورة تسوية النزاع العربي الإسرائيلي والتجاوب مع بعض المتطلبات الفلسطينية والعربية والتي تحددت في قرارات الجامعة العربية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة وعلى رأسها النص على الإطار الزمني للمفاوضات والذي حدده البيان في غضون عام واحد وأن الهدف النهائي هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، أي الانسحاب من الأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. وأعربت عن تقديرها للجهود التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومبعوث السلام السيناتور جورج ميتشيل وإصرارهم على إحداث تقدم ملموس نحو تحقيق السلام. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق الأحد الموافق 22 أغسطس أن الاعتراف الفلسطيني بما وصفها بيهودية إسرائيل أحد شروط التوصل إلى اتفاق سلام ، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق صعب جدا لكنه ممكن. وقال نتنياهو أمام وزرائه في جلستهم الأسبوعية إن هناك ثلاثة أسس تتمسك بها إسرائيل من أجل إبرام الاتفاق وهي تحقيق الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية واعتراف فلسطيني بإسرائيل دولة لليهود وأن يشكل هذا الاتفاق نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، كما أكد نتنياهو أن ال26 من سبتمبر المقبل هو موعد انتهاء قرار تجميد الأنشطة الاستيطانية . ومن جانبها ، كشفت مصادر إسرائيلية أن الترتيبات الأمنية ستكون أول قضية تطلب إسرائيل بحثها في إطار المفاوضات المباشرة المنتظرة مع الفلسطينيين. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية لم تسمها القول إن تل أبيب ستطالب ببقاء غور الأردن وقمم الجبال المطلة عليه تحت سيطرتها لضمان مراقبة المجال الجوي الإسرائيلي والتأكد من عدم تهريب وسائل قتالية و"تسلل مخربين" إلى أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية. كما ستطالب إسرائيل بأن تكون تلك الدولة منزوعة السلاح وتملك قوات شرطة فقط ، في حين يحظر عليها عقد أي اتفاق أمني مع أي طرف ثالث دون موافقة إسرائيل.