أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها البالغ من التفسير الإسرائيلي الذي تدخل على أساسه المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين مطلع الشهر القادم في واشنطن. وقالت في ذات الوقت أنها تقدر الجهود التي قام بها الرئيس الأميركي "باراك أوباما" ووزيرة خارجيته "هيلاري كلينتون"، والسيناتور "جورج ميتشيل" وإصرارهم على إحداث تقدم ملموس نحو تحقيق السلام وذلك في ضوء دعوة الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات . وأشارت في بيان وزعه المكتب الصحفي للأمين العام، اليوم "الأحد"، إلى أنه ومنذ تولي الإدارة الأميركية الحالية مسؤولياتها وظهور الاهتمام الخاص للرئيس أوباما بتحقيق السلام في الشرق الأوسط في إطار زمني قريب ومحدد، حرصت الجامعة العربية على التجاوب مع هذا التوجه، مع العمل على أن يكون لاستئناف عملية التفاوض المقومات اللازمة للنجاح من خلال الاتفاق على مرجعيتها، والتأكد من عدم السماح بالاستمرار في تغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة، ومن ثم طالبت كسياسة ثابتة بوقف الاستيطان ووقف الممارسات غير المشروعة في القدسالمحتلة، وأكدت الجامعة أن استمرار هذه السياسات ينزع الجدية عن أي عملية تفاوض. ونبهت الجامعة العربية بأن عملية التفاوض أطلقت أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين ومنذ مؤتمر مدريد بصفة خاصة، ولم تصل إلى تحقيق السلام المنشود بسبب المواقف والممارسات المعروفة لحكومات إسرائيلية متتابعة. واعتبرت أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الدخول مرةً أخرى في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب وتدعو الدول العربية وكافة الدول المعنية إلى التنبه لذلك، وتشير في هذا الصدد إلى الرسالة التي وجهتها لجنة مبادرة السلام العربية إلى الرئيس أوباما والتي طالبت بتحديد المرجعية والإطار الزمني وتهيئة المناخ اللازم لاستئناف المفاوضات. كما أكدت على أن الموقف العربي كان ولا يزال يستند إلى مبادرة السلام العربية والأسس والمتطلبات التي نصت عليها لتحقيق السلام العادل والشامل للنزاع العربي الإسرائيلي، والحفاظ في إطاره على الحقوق العربية المشروعة، وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني، باعتبارها الأمين على والمكلفة بتحقيق الالتزام بقراراتها. ولفتت إلى أن بيان الرباعية الأخير ضم عدة عناصر إيجابية مُرحب بها، وذلك بتأكيد الالتزام بما جاء في بياناتها القائمة وآخرها بيان موسكو في مارس الماضي، حيث أكد على ضرورة تسوية النزاع العربي الإسرائيلي، وتجاوب البيان مع بعض المتطلبات الفلسطينية والعربية، والتي تحددت في قرارات الجامعة العربية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وعلى رأسها النص على الإطار الزمني للمفاوضات والذي حدده البيان في غضون عام واحد، وأن الهدف النهائي هو إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، أي الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. وأعربت الجامعة العربية عن إدراكها لحجم الحركة الدولية في الدفع نحو المفاوضات المباشرة، وعلمها بحجم الضغوط التي مورست في هذا الإطار، وفي ضوء قرار استئناف المفاوضات المباشرة والتأكيدات الأميركية على جدية العزم على التوصل إلى اتفاق سلام يقوم على الأسس التي فصلتها بيانات اللجنة الرباعية، وهو ما يحمل راعي المفاوضات مسؤولية تاريخية كبرى ويضع الأمر كله تحت متابعة دقيقة من المواطنين العرب كافة. وتعهدت الجامعة العربية بأنه تنفيذًا لقرارات المجالس السياسية للجامعة على مختلف مستوياتها، سوف تستمر في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والعمل على حماية حقوقه الشرعية كافة، ولاسيما في الدولة وعاصمتها القدسالشرقية، وذلك في إطار السلام العادل والشامل، كما سوف تستمر في متابعة تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة، خاصةً النشاط الاستيطاني والممارسات غير المشروعة في القدسالمحتلة، حيث أن استمرارها يؤكد صحة المواقف المعترضة على أخذ الموقف الإسرائيلي بجدية، كما سيكون مؤشرًا على مدى إمكانية إحراز المفاوضات للنتائج المطلوبة.