تواصل الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء الاهتمام بتغطية الشأن السوري وكذلك زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الولاياتالمتحدة، بينما انفردت صحيفة "الاندبندنت" بتقرير خاص بتوصيات قدمها دبلوماسيون أوروبيون إلى حكوماتهم للضغط على إسرائيل في قضية الاستيطان. وتناولت صحيفة "الديلي تلجراف" فى افتتاحيتها الشأن السوري وجاءت بعنوان "لعبة الأسد الحذرة". وتقول الصحيفة "بينما يصير سفك الدماء في سوريا أكثر إخافة، فإن من الضروري مواجهة حقيقة غير مريحة، وهي أن الأسابيع القليلة الماضية كانت جيدة بالنسبة للرئيس بشار الأسد". وتوضح "الديلي تلجراف" ما ذهبت إليه بالقول "لقد سحق جيشه (الأسد) المتمردين في حمص واستعاد السيطرة على المنطقة على طول الحدود مع لبنان وتركيا". وتشير الصحيفة إلى أن تلك المناطق كان مسيطرا عليها من قبل قوات المعارضة. لكن الصحيفة ترى أن الاسد أقدم على مخاطرة كبيرة "وذلك بنشر دبابات ومدفعية ثقيلة للمرة الأولى" خلال المواجهة بينه وبين المعارضة السورية المستمرة منذ عام. وتوضح الصحيفة هذه النقطة بالقول إن الأسد بذلك "يغامر بتصعيد عملياته العسكرية بينما يحتفظ بدعم حلفائه الأساسيين". وتستعرض "الديلي تلجراف" مواقف هؤلاء الحلفاء، حيث تشير إلى أن روسيا والصين ما تزالا تقدمان الحماية لسوريا في أروقة مجلس الأمن الدولي. وتضيف الصحيفة "لن يصاب أحد بالدهشة في المنطقة (الشرق الأوسط) من أن إيران تواصل دعم الأسد، لكن المساعدة الصامتة التي يقدمها العراق مقلقة إلى حد بعيد". وتقول الافتتاحية إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "فشل في إنفاذ عقوبات جامعة الدول العربية وامتنع عن إدانة العنف". وتستدرك الصحيفة أن المالكي "ربما كان مدفوعا بالولاء الطائفي"، مشيرة إلى انتماء الأسد إلى الطائفة العلوية. صديق بشار وفى جانب اخر ، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أنه من المقرر أن يتم توجيه الدعوة للجنرال السوري موفق جمعة (الذى يتردد أنه صديق للرئيس السورى بشار الأسد) لحضور دورة الألعاب الأولمبية المزمع إقامتها في 27 يوليو المقبل بلندن على الرغم من المجازر التي يرتكبها نظام الأسد ضد معارضيه. ونقلت الصحيفة عن بير ميرو مدير اللجنة الأولمبية الدولية قوله :"إن اللجنة تراقب الوضع فيما يتعلق بالجنرال موفق جمعة الذي يرأس الآن اللجنة الاولمبية السورية" مشيرا إلى أن جمعه سيتلقى دعوة رسمية لدورة الألعاب الأولمبية 2012. وتابع :"المنظمة تبذل قصارى جهدها لضمان تمثيل سوريا في دورة الألعاب بطريقة سليمة". وأضاف أنه على الرغم من أن اللجنة الأوليمبية الدولية لم تزر سوريا منذ ستة أشهر إلا أن اللجنة الأولمبية الوطنية فى سوريا ما زال معترف بها رسميا من قبل اللجنة الأولمبية الدولية والدعوات التى تم توجيهها إلى مسئوليها فى يوليو الماضى مازالت قائمة. وقال "سنواصل التعامل مع الرياضيين وسنحاول التأكد من أن الرياضيين السوريين سيكونون في لندن" مشيرا إلى أنه قد تم التعامل في الماضي مع اللجنة الاوليمبية الوطنية السورية لضمان ذهاب المال للرياضيين والآن نحن نستخدم طرقا أكثر مباشرة قائلا ":هناك أربعة أو خمسة رياضيين سوريين يتوقع تأهلهم فى دورة الألعاب خاصة ألعاب القوى وفعاليات السباحة الأحداث وأنهم ما زالوا حاليا في سوريا. زيارة كاميرون وننتقل إلى صحيفة "الجارديان" التي خصصت افتتاحيتها لزيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى الولاياتالمتحدة وجاءت بعنوان "قصة اقتصادين". تقول الصحيفة إن كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما سيقضيان في الغالب وقتا قصيرا لمناقشة أكثر القضايا الخلافية بينهما.
وتضيف الافتتاحية أن هذه القضية الخلافية "لا تتعلق بأفغانستان أو إيران، ولا سوريا أو جزر الفوكلاند، إنها تتعلق بشىء أكثر قربا الى الداخل وهو الاقتصاد". وترى الصحيفة أنه على الرغم من "بسماتهم ومصافحاتهم ومقالاتهم التي يكتبونها معا في الصحف، فإن رئيس الوزراء المحافظ والرئيس الديمقراطي يقفان على جانبين متعارضين في واحدة من أكثر القضايا أهمية في عصرنا الحالي". وتضيف الصحيفة أن هذه القضية تتلخص في السؤال التالي: هل يجب أن ينفق القطاع العام أموالا أكثر من أجل تحفيز الاقتصاد؟ وتذكر الصحيفة في هذا الصدد بأن كاميرون قد التزم بأقسى قدر شهدته بريطانيا من الاستقطاعات في الانفاق العام، وهو ما يخالف نهج الرئيس أوباما. رفع الحصانة عن المستوطنين وعلى جانب اخر ايضا تناولت صحيفة "الاندبندنت" فى تقريرا لها من إعداد مراسلها في القدس دونالد ما كينتاير حيث يقول الكاتب إن دبلوماسيين أوروبيين بارزين في القدس والضفة الغربية قد حثوا حكوماتهم سرا، بما فيها الحكومة البريطانية، على الضغط على إسرائيل لتطبيق القوانين ضد المستوطنين اليهود المسؤولين عن الزيادة "المقلقة" في حوادث العنف ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. ويضيف الكاتب أن تقريرا أرسل إلى بروكسل في شهر فبراير/ شباط الماضي واطلعت عليه الاندبندنت، يدعو إلى وضع حد للحصانة من العقاب عندما يتعلق الأمر بأفعال ترغم الفلسطينيين على الفرار من ديارهم القريبة من المستوطنات. ويشير التقريروفقا للصحيفة إلى أن هذه الأفعال تزيد فرص المستوطنين في التوسع. وتضيف الصحيفة ان التقرير قد شدد مرارا على أن المستوطنات غير قانونية وفقا للقانون الدولي وأنها "تهدد بجعل حل الدولتين أمرا مستحيلا". وتقول "الاندبندنت" إن الدبلوماسيين الأوروبيين قد ألقوا الضوء كذلك على حقيقة أن أكثر من 90 % من الشكاوى التي تقدم بها فلسطينيون إلى الشرطة الإسرائيلية مرت من دون عقاب مستندين في ذلك إلى أرقام نشرتها الأممالمتحدة مؤخرا. وأضافت الصحيفة ان هذا التقرير حذر من أن تكاسل وفشل اسرائيل فى تطبيق القانون من شأنه أن يصعد حالة العنف ويقوض الحوار السياسي ، كما وضع الاتحاد الاوروبى بعض المستوطنين على قائمة المراقبة لمنعهم من دخول الدول الاعضاء فى الاتحاد. واشارت "الاندبندنت" الى ان التقرير وافق عليه 21 قنصلا من اصل 22 قنصلا بالاتحاد الاوروبى غير ان المحاولات باءت بالفشل عقب رفض هولندا التصديق عليه وان هذا الرفض اظهر ان الحكومة الهولندية من اشد الرافضين لادانة السياسة الاسرائيلية فى الضفة الغربيةالمحتلة ويرجع ذلك الى العلاقات الوثيقة بين الدولتين. وجاء فى التقرير "ما حدث فى حصاد الزيتون بالعام الماضى من هجمات مستوطنين على فلسطينيين ومزارع الزيتون الخاصة بهم يعد دليلا واضحا على تأجج العنف واستشهد التقرير بمقتل 8 مستوطنين فى 3 هجمات منفصلة ومقتل فلسطينين اخرين على ايدى المستوطنين عام 2011".