بيروت: في اعقاب الكشف عن العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ، اتجهت تل ابيب لاعتماد اسلوب جديد من اساليب التجسس في لبنان، اذ ارسلت الجمعة منطاد تجسس من نوع "بومباردير" حلق فوق مدينة بعلبك وبلدتي نحلة ويونين وسلسلة جبال لبنان الشرقية. فيما اكد بيان لقيادة الجيش اللبناني ان طائرة استطلاع حربية اسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية عند الساعة العاشرة وخمس دقائق من مساء الجمعة من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة، ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقتي الجنوب وبيروت، ثم غادرت عند الساعة العاشرة والنصف مساء من فوق بلدة علما الشعب. واضاف البيان "ان منطاد تجسس من نوع "بومباردير" تابع للجيش الاسرائيلي حلق فوق مدينة بعلبك وبلدتي نحلة ويونين وسلسلة جبال لبنان الشرقية". ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي امين حطيط قوله عن ميزات المنطاد: "المنطاد بالون ينفخ بغاز يمكنه من التحليق، وبالتالي عندما يطلق لا يكون في حاجة لمحرك او وقود ليسيره، ويمكن تثبيته في منطقة ونقطة معينة ولمدة محددة يحركه الهواء، وهو مجهز بكاميرات وباجهزة اتصال حديثة تسمح بتحويل كل ما يتم تصويره لمراكز المراقبة الاسرائيلية ، وما يميزه عن الطائرات انه يمكن تثبيته في نقطة محددة، كما ان تكلفته لو اصيب اقل بكثير من تكلفة الطائرة التجسسية". ورأى حطيط ان "اسرائيل ترسل المناطيد حاليا لثلاث مهمات، الاولى استطلاعية، والثانية للاستفزاز والتحدي، والثالثة لاختبار ردة الفعل اللبنانية، ان كانت ردة فعل الجيش او المقاومة". وقال: "المنطاد يشعر العدو بانه تحت المراقبة مما يدخلنا في حرب نفسية، خاصة ان كان الجندي غير قادر على اسقاطه". وشرح انه "يمكن التحكم في ارتفاع المنطاد، وفقا لكمية الغاز التي ينفخ بها، وقد يتراوح ارتفاعه بين 150 مترا و2000 متر، وكلما زاد ارتفاعه، تراجع مفعوله في اطار العمل التجسسي". واضاف "انه يوجد في لبنان عادة على علو ما بين 75 مترا و300 متر، ويحمل في تركيبته جهازا للتدمير الذاتي، فلا يمكن للعدو، وفي حالة اسقاطه الاستفادة من المواد التي جمعها". وشدد حطيط على ان "الثقافة العسكرية توصي بضرورة عدم اطلاق النار على المناطيد من المراكز الاساسية والسرية للجنود، اذ يتمكن العدو عندها من الكشف عنها وجعلها هدفا مباشرا له". وقال: "في الحروب السابقة وعندما كانت اسرائيل تريد ان تعرف مراكز الفلسطينيين في الجنوب، كانت ترسل المناطيد التي كان يتم التصويب عليها". وعن سبب عدم اسقاط المنطاد الذي ارسل مؤخرا، قال حطيط: "كان من الممكن ان يتم تصوير المنطاد لضمه كوثيقة للخروقات الاسرائيلية المتمادية للاجواء والسيادة اللبنانية، لكن الدولة تعبت من اجراءات وتوثيقات لا يهتم لها المجتمع الدولي او مجلس الامن". ورأى حطيط انه "بات من الصعب مواجهة العمل التجسسي الاسرائيلي المتوسع، خاصة ان الفضاء بات مفتوحا" ، لافتا الى ان "اتقاء الخطر يكون بمنع الاستهداف، من خلال امتلاك منظومة دفاعية تضم الرادارات، والصواريخ، بالاضافة الى قاعدة للقيادة والسيطرة". واشار الى ان "الاقمار الاصطناعية هي الركيزة الاولى التي يعتمد عليها العدو لرصد لبنان ككل وبالتفصيل"، موضحا "لبنان يقع تحت تأثير 6 اقمار اصطناعية، وصور هذه الاقمار قادرة على بيان ادق التفاصيل التي تخدم العدو، لذلك هو يرسل الطائرات التجسسية والمناطيد، بهدف التحقق الاضافي لا اكثر ولا اقل". وتشن السلطات اللبنانية منذ ابريل/نيسان 2009 حملة واسعة ضد شبكات تجسس اسرائيلية تم خلالها اعتقال اكثر من 100 شخص، وبلغت احكام الإعدام حتى اليوم خمسة. وكانت اسرائيل قد شنت خلال صيف 2006 حربا مدمرة على لبنان قتل خلالها أكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي. وتشير معلومات التحقيق مع المتهمين بالتعامل مع إسرائيل إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم المعلومات التي أدلوا بها لاستهداف مواقع وأماكن معينة في الحرب الأخيرة.