في قصيدته الجديدة، انتقد الشاعر الكبير جماعة الإخوان المسلمين وما عداها من تيارات الإسلام السياسي بسبب ما شاهده من تبعيتهم لسياسات المجلس العسكري، التي تخالف روح الثورة ، وقال في القصيدة التي بثها بصوته على موقع "يوتيوب" وانتشرت على كافة مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيس بوك" أنه كان يرى الإخوان في زنازين الأنظمة السابقة معه ولا يدري ما الذي جرى لهم . حملت القصيدة الجديدة عنوان "رسالة إلى كهنة الإخوان"، رأى الأبنودي أن الجماعة كانت جزءا أصيلا من المعارضة التي ناهضت النظام السابق وشاركت في الثورة التي أطاحت برموزه، قائلا في بداية قصيدته: "كان لي أخ/ رفقا فى السرا وفى الضرا وفى الثورة/ وفى الحلوة وفى المرة/ سنين وسنين/ نقول ونقول وما نبطلش جخ/ كان لي أخ/ نتحبس مانقولش آه/ نتضرب مانقولش أخ/ أحلى لحظات التعاسة علمتنا الزنازين/ واحنا جاهلين في السياسة/ بس لينا في الحنين/ تقدروا تسمونا عشاق للمبادئ/ كان لي أخ كنت أنا مؤمن بصدقه/ وهو مؤمن إني صادق/ المشاغبة والمراقبة/ والقوايم السودا والمنع السياسي/ الاتفاق على الثانوي وعلى الأساسي/ وحدت بينا رطوبة الزنازين".
ويرى الأبنودي أن الجماعة تفعل كل شئ لتحقيق مكاسبها الخاصة، فيقول: "..اكرهوه او اقتلوه/ صاحبي لو في إيديه سلاح/ كان رماني قطعتين/ الوداع المر بينا يا رفيقي/ اللي ما حصلتش حصلت/ والرسالة الواضحة وصلت/ يعني لأجل ما استردك تاني من تاني/ صديقي ورفيق باقي طريقي/ لازم اتخلى عن الرأي الحقيقي/ لازم اتخلى عن الوعي الحقيقي/ لازم اتخلى عن القلب الحقيقي/ لازم اتخلى عن الشعر الحقيقي/ لازم اتخلص بايدي من بريقي/ لازم ارقص فوق بحور الدم..أشرب/ لازم اعبر فوق أنين الخلق ما اتعب/ كله مكسب
وبرأي الأبنودي، الجماعة اتخذت مواقف بعيدة غير معبرة عن شباب الثورة، متهما إياها بالنفعية السياسية والانحياز لطبقة الأغنياء، بقوله :"الوداع يا صوتي ما عدتش أصيل/ الوداع يا قلبي مانتاش قلب نيل/ الوداع يا طين بلادي يا مش جميل/ يا صعيد البس ثياب عارك وعدد/ شاعرك الأسمر مخبي في صوته مرشد/ شاعرك أهو شال رايات الأغبيا/ انهزم خان الأمانة وجي يغني لأغنيا/ شاعرك جاهل ونفعي / الوداع المر بينا يا رفيقي".
وهاجم الأبنودي ما أسماهم قوى الظلام في قصيدته أيضاً، وهاجم المثقفين المنتفعين والمنافقين قائلاً: المثقف المجفف../ اللي فرعه مهما طاطا/ عمره ما يشبع تدني/ هكذا قال المغني وكأنه كان ساعتها يغني عني/ يا صديقي يسقط الجسد اللي بيزاحم طريقي/ واللي بيغرس خُطايا في الخطايا/ تسقط الحرية من غير قصد في عالمنا البليد/ تسقط العزة وأقنعة الكرامة/ الاحتراف ياكل الهواية/ الشرف شئ مش مفيد
وعن شباب الثورة يصفهم الأبنودي في قصيدته بأنهم عصافير مصر، مستنكراً قتلهم والتنكيل بهم: إحنا عصافير الزمن ده/ اللي حافظة كل فرع وكل وردة/ واللي بتزقزق قلوبها في لحظة واحدة للوطن/ قتلونا باللي حاصل/ متعونا بالسلاسل/ الأمان والضحكة مش ها يعودوا واصل/ بعد ما الشققا خانوني/ الوطن كان حلمنا وكنا بابه/ الوطن ده اللي حلمنا بضحكته/ واللي أهدانا عذابه/ اللي ما ورثنا إلا الدمع في قراية كتابه كلمات القصيدة:
كان لي أخ رفقا في السرا وفي الضرا وفي الثورة.. وفي الحلوة وفي المرة..سنين وسنين نقول ونقول..وما نبطلش جخ كان لي أخ نتحبس ما نقولش آه..ننضرب ما نقولش أخ.. أحلى لحظات التعاسة علمتنا الزنازين واحنا جاهلين في السياسة بس لينا في الحنين لأمل يكشف ظلومة المظلومين
تقدروا تسمونا عشاق للمبادئ كان لي أخ كنت انا مؤمن بصدقه وهو مؤمن إني صادق
المشاغبة والمراقبة والقوايم السودا والمنع السياسي
الاتفاق على الثانوي وعلى الأساسي وحدت بينا رطوبة الزنازين
وأهلنا الفقرا اللي منهم مبعوثين
والإساءة للأسامي والسلوك
إحاطتنا بالشكوك والزمن ابن اللئيمة داخ ما عكرش ثياب بحر المودات القديمة
كل ما الأحوال عصرتنا بقوة
كل ما زادت أخوتنا أخوة
القمر لما بيجي الليل ما يبقاش هوه هوه عشنا شرفا نسعى وسط العتمة على نور الغايات لما يثقبنا الزمن نصبح نايات عشنا شرفا قط ما أنينا من شيل الأمانة
أو سعت بينا الخيانة
كنا ندرك كل حرف وموضعه في كلمة وطن
كان رفيقي وكان شقيقي وكان طريقي وكان بريقي وكان يواسي في المحن
قال ده صوت مرشد صاحبكم بيطرش الخوف والعفن ده كلام ما يقوله غير المرشدين واستنتجوا ماذا فعل فيا أنا وفي صحبتي
وفي كافة المثقفين
الوداع يا صوتي ما عدتش أصيل
الوداع يا قلبي مانتاش قلب نيل
الوداع يا طين بلادي يا مش جميل
الوداع يا نيل أنا مش شاعرك ولا في إمكاني هز مشاعرك
يا صعيد البس ثياب عارك وعدد شاعرك الأسمر مخبي في صوته مرشد
المثقف المجفف.. اللي فرعه مهما طاطا عمره ما يشبع تدني
هكذا قال المغني وكأنه كان ساعتها يغني عني
يا صديقي يسقط الجسد اللي بيزاحم طريقي
واللي بيغرس خُطايا في الخطايا
تسقط الحرية من غير قصد في عالمنا البليد
تسقط العزة وأقنعة الكرامة
الاحتراف ياكل الهواية الشرف شئ مش مفيد
تسقط الحرية في السكة ونتخلق بأخلاق العبيد
وفي معاصم كل ايد ينبت القيد الحديد لا طموح لأي فكر والوتر ما يعدش بكر
والضمير يتباع في أسواق النخاسة بالوقية
والمواقف بالدراهم
والنجاسة بالروبية
اللي طاهر يصحى خاين يصبح الجمهور زباين حاجة بدعة
تسكت الأصوات
ولو إن الأمة سامعة
والقضية الإنسانية تبقى سلعة
وسط ده كله إذا ما هل صوتي
هاتكرهوني
إحنا عصافير الزمن ده
اللي حافظة كل فرع وكل وردة
واللي بتزقزق قلوبها في لحظة واحدة للوطن
قتلونا باللي حاصل متعونا بالسلاسل
الأمان والضحكة مش ها يعودوا واصل
بعد ما الشققا خانوني
الوطن كان حلمنا وكنا بابه
الوطن ده اللي حلمنا بضحكته واللي أهدانا عذابه
اللي ما ورثنا إلا الدمع في قراية كتابه الوطن احتمال الصبر لصنوف البلادة
ساعة نتمرغ في صدره وساعة نلعن أبو اللي جابه
الوطن الكلمة دي.. العذاب اللي بنوره بنهتدي العذاب ما نقولش أخ.. ده وطن ده والا فخ!!
النبات الغض يتغزل
يتغزل في مناشير الجرادة
همتي همي جنوني اليلادي والا بكرة الصبح تصطادني الرصاصة
البدن يرجع لأصله تراب وماء
الرصاصة لأني فاشل في المداهنة لأني كاذب في النفاق
دون ما اسأل ليه بموت من دون جميع الأصدقاء
انطرح وافرد دراعي
دون ما أفهم الهدف أو الدواعي
ربما لأني قصدت لكن فشلت أبيع لساني قطعة قطعة
ربما لأني رومانتيكي وعواطفي لسه خرعة
الديابة العبقرية أصدقائي
وفنهم ساعات بنوره يطفي فني
اللي واثقين من غناهم وأنا يخجلني الغنا ساعة مااغني
كلهم قلبوا قلوبهم
غيروا وشوشهم وصوتهم
هكذا قال المغني
لما أعداء النزاهة يبندقوني اوعوا تنسوا شهقتي وتمشوا بدوني
اوعوا بالصمت المدوي ترعبوني تتركوا اللي هيزرعوا الموت من ترابكم ينزعوني
واغفروا خيبتي القوية إفروا لي تفاهة الموتة عشان خيبة القضية
لموا خلجاتي عليا
لملموني وانتوا بتقولوا عليا المغني ابن الغبية
اللي فاشل في المداهنة واللي خايب في النفاق
وأنا عارف إني أمري كله سهل هكذا قال المغني اللي كان معجب بفني وكأنه أخدها مني وهو بيسدد ديوني
غنى لما قالي غني غني ويايا بدوني
لما يعجن دمي شبرين من تراب أرض الوطن
لما أحضن وأنا قصدي اتحضن لما يرحل صوتي خارج الزمن
لا اشتريكم ولا تبعوني ولا جرنان الصباح يخرق عيوني
في قلوبكم ادفنوني واذكروني اذكروني اذكروني
يذكر أن الأبنودي نشر قصيدة مطولة بعنوان "الميدان" في فبراير 2011، ثم طبعت مع ديوان كامل تحت العنوان نفسه بالهيئة المصرية العامة للكتاب في فبراير 2012 وفاز بأفضل ديوان عامية.