تشغيل محرّك السيارة بدورة مفتاح أو بكبسة زر أصبح اليوم أمراً مضمون النتيجة، لكنّه لم يكن كذلك إطلاقاً قبل قرن من الزمن. فالمفتاح الكهربائي لتشغيل محرّك السيارة، الذي استخدم للمرّة الأولى في سيارة كاديلاك تورينغ طراز العام 1912، أسهم في إرساء سمعة كاديلاك كعلامة رائدة في اختبار التقنيات الجديدة والابتكارات. وقبل ابتكار المفتاح الكهربائي، كان تشغيل المحرّك في السيارات البدائية يحتاج إلى ذراع تدوير يدوي وقوّة عضلات، والقليل من "الأمل"!
وفي تعليقه على إمكانية ارتداد ذراع التدوير، ما قد يؤدي إلى كسور في اليد، قال غريغ والاس، مدير مركز جنرال موتورز للتراث: "تشغيل المحرّك بذراع التدوير كان في تلك الأيام يتصدّر لائحة المخاطر التي قد تنتج عنها إصابات عند استخدام السيارة."
ومع ازدياد حجم السيارات وتنوّع استعمالاتها، كبر كذلك حجم المحرّكات والجهود المطلوبة لتشغيلها. وبات تشغيل المحرّك شاقاً إلى درجة تحوّل معها معنى كلمة ذراع التشغيل بالإنكليزية "crank" إلى صفة مرادفة للمزاج السيّئ الذي يسيطر على كل من يقوم بهذه المهمّة.
وقام مؤسس كاديلاك هنري م. ليلاند، الذي كان قد حقق الريادة في اعتماد المصابيح الكهربائية والإشعال الكهربائي في سياراته، بالتعاون مع تشارلز ف. كيتيرينغ، مخترع مفتاح التشغيل الكهربائي، من أجل تركيب هذا الجهاز في تلك السيارات. وقد بات مفتاح التشغيل الكهربائي أيضاً أول نظام حركة كهربائي لجنرال موتورز – ما أصبح اليوم مجالاً رئيساً للأعمال مع التوقعات بنمو متزايد لنشاط تحويل السيارات الى استخدام الطاقة الكهربائية.
وأضاف والاس: "كان مفتاح التشغيل الكهربائي أحد أهمّ الابتكارات في تاريخ صناعة السيارات. فقد شكّل نقطة تحوّل حقيقية لهذه الصناعة. وفي غضون سنوات قليلة، بدأت المرأة تظهر في إعلانات كاديلاك كسائقة، بعدما كانت تظهر فقط بين الركاب أو إلى جانب السيارة."
وقبل ابتكار مفتاح التشغيل الكهربائي، كان ليلاند خبيراً في تصنيع الماكينات وأدوات القياس، حيث عمد قبل ذلك بسنوات إلى إرساء معايير محدّدة لمكوّنات السيارة وللقطع القابلة للاستبدال عندما يصيبها تلف. وبعيد ابتكار مفتاح التشغيل الكهربائي، أصبحت كاديلاك أول صانع يقدّم محرّكاً بثماني أسطوانات على شكل V، وتقنية التعشيق التزامني لتسهيل استخدام ناقل الحركة.
وتميّزت كاديلاك كذلك بكونها أول صانع سيارات يقدّم هيكلاً مغلقاً لجسم السيارة كتجهيز قياسي.
وتابع والاس: "برزت كاديلاك كعلامة فخمة حتى في بداياتها، حيث حدّدت لنفسها مكانة مرموقة في ريادة التقنيات والابتكار، لتتميّز بذلك عن العشرات من صانعي السيارات الآخرين."
ومن ابتكارات كاديلاك الأكثر شهرة والتي بدأت في الظهور خلال عشرينات القرن الماضي تصميم هيكل السيارة والطلاء الملوّن لجسمها الخارجي. وفي وقت لاحق، ابتكرت كاديلاك تصميماً خارجياً بخطوط منحنية أنيقة و"زعانف" على ذيل الرفراف الخلفي مستوحاة من تصاميم الطائرات.
هذا وطرحت كاديلاك أيضاً أول نظام أوتوماتيكي للتحكم بالمناخ وأوّل مقاعد مدفّأة، كما قدّمت أول نظام لاستشعار الظلام الذي بات ينير المصابيح الأمامية ويطفئها أوتوماتيكياً، إضافة إلى أول مقود يمكن إمالته وتقريبه وابعاده مثل التليسكوب، ما أسهم في جعل السائقين يشعرون براحة أكبر خلف المقود.
وفي سنوات لاحقة، تحوّلت كاديلاك إلى منصّة للعديد من الابتكارات التقنية الرائدة. فقد كانت الرائدة في ابتكار الأكياس الهوائية لحماية السائق في العام 1974 – والتي تحوّلت مع الوقت إلى نظام الوسائد الهوائية الحديث الذي نعرفه اليوم. وفي العام 1996، شهدت سيارات كاديلاك أول استخدام لنظام أون ستار (OnStar)، النظام الرائد للأمان والتواصل وفحص حالة السيارة.
وقدّمت كاديلاك في العام 1999 أول نظام أوتوماتيكي للرؤية الليلية، ثم اعتمدت في العام 2002 النظام المغناطيسي للتحكم بالقيادة الذي كان ولا يزال أسرع تقنيات التعليق استجابة في العالم. ويعتبر هذا النظام اليوم عنصراً أساسياً في أداء طرازي كاديلاك CTS-V وإسكاليد، إضافة إلى طرازي السيدان القادمين XTS وATS. وقد اعتمد من قبل عدّة صانعين آخرين في عدد من الطرازات الرياضية النخبة التي ينتجونها.
وفي العام 2012، تحقّق كاديلاك المزيد من التقدّم في مجال الابتكار عبر نظام CUE عالي التقنية والذي يمنح المستخدمين تجربة جديدة في التواصل من داخل السيارة، حيث سيكون من أبرز التجهيزات في طرازي XTS وATS للعام 2013. وقد فاز هذا النظام مؤخراً بجائزة "اختيار المحرّر" من قبل مجلة بوبيولر ميكانيكس (Popular Mechanics)، وذلك في المعرض الدولي للإلكترونيات الاستهلاكية 2012.