أكدت الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة ورئيس لجنة التنمية البشرية بمجلس الشورى سابقا ، انه لم تتم إقالتها من أمانة المجلس ، ولكن المجلس العسكري "الحاكم" أعلن عن إعادة تشكيل المجلس وتغيير أعضائه. وقالت :"بما أن الأمين العام عضو من الثلاثين فتم تغييري وكان هذا متوافقا مع انعقاد الدورة الرابعة للمجلس. وما يحدث الآن ما هو إلا التشكيل الرابع للمجلس، وهذا أمر طبيعي ومنطقي، وسأظل موجودة في المجلس لفترة بغرض تسيير أعمال المجلس لحين استكمال التشكيل الجديد".
واعترفت فرخندة حسن بأنها نادمة على عشر سنوات من حياتها قضتها في العمل في "المجلس القومي للمرأة"، قائلة :"إن هناك نية مبيتة لتشويه كل ما له علاقة بالنظام القديم والمعروف أن المجلس القومي للمرأة كان تحت رئاسة سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق".
وقالت فرخندة حسن في حوار مع جريدة "الشرق الأوسط" :"إنه لا يوجد شيء في مصر يسير بلا واسطة"، معربة عن توقعها بأن يأتي التغيير من الشباب الواعي. وعن علاقتها بسوزان مبارك قالت انها بدأت من أيام الجامعة، حين كانت سوزان طالبة دراسات عليا في الجامعة الأمريكية.
ورغم الأذى والتجريح الذي تقول إنها تعرضت له على مدى عام كامل هي وأسرتها، بسبب قربها من قرينة الرئيس السابق، اعترفت حسن أنها ما زالت تحب سوزان مبارك، معربة عن عدم قدرتها على أن تنافق أو تكذب حتى ترضي أحدا، مشيرة إلى وجود "تعمد واضح لتشويه صورة المجلس".
وقال :"عملت مع سوزان من قبل أن تكون حرم الرئيس ولا حتى حرم نائب الرئيس، فقد كانت طالبة دراسات عليا في الجامعة الأمريكية وكنت المشرفة عليها وكان هناك مشروع من 12 سيدة لتطوير مدرسة ببولاق وكانت حريصة على إنجاز هذا المشروع. وبعدها عملت معها في اللجنة القومية للمرأة التي كانت رئيستها جيهان السادات. وبعد موت السادات لم يعد لها دور، ولا يقام لها اجتماعات، فتوجهت العضوات إلى قرينة الرئيس الجديد ترجوها أن تتقلد رئاستها لأن لا شيء في مصر يمشي دون الرئيس وقرينته".
وأضافت فرخندة حسن أن وصف "الفلول"، الذي أطلقه المصريون على من كانوا يعملون مع النظام السابق، أزعجها لبعض الوقت، إلا أنها أضافت قائلة :"إنها على يقين بأن الشعب دمه خفيف وأطلق الكلمة وكررها رغم أنها ليست في المكان المناسب".
وعن استدعائها للتحقيق من جهاز الكسب غير المشروع، قالت :"إنها ذهبت ومعها كل الأوراق التي تؤكد شرعية ثروتها وثروة عائلتها وإن الموضوع أغلق".
وعن واقعة حريق مبنى المجلس القومي للمرأة الذي يقع ضمن مجمع كان فيه مقر الحزب الحاكم سابقا ومقار لعدة مؤسسات أخرى، قالت فرخندة حسن :"إن كاميرات المراقبة أثبتت أن أشخاصا مدربين اقتحموا مبنى المجلس بعد يومين من قيام ثورة 25 يناير، ونهبوا ما فيه من أوراق وأجهزة حفظ المعلومات"، وأشارت إلى أن الجهات المسئولة عن التحقيقات لم تكشف شيئا إلى الآن، ولم توجه أصابع الاتهام لأحد.
وأوضحت حسن، ردا على من يقولون إن المجلس القومي للمرأة كان يمهد لتوريث الحكم من مبارك الأب إلى جمال مبارك، وأنه سُخِّر لتحقيق رغبات قرينة الرئيس السابق، أن "هذا غير صحيح بالمرة"، مشيرة إلى أن المجلس لم يكن له أي دور في عملية التوريث من قريب أو من بعيد. وإلى أهم ما جاء في الحوار.
وعن مشاريعها المستقبلية قالت :"سأعود إلى جامعتي التي كنت سعيدة بها ولم أتركها سوى لشعوري بحاجة المرأة المصرية إلى خبراتي ومجهودي العلمي. واليوم أنا سأظل في خدمة بلدي إلى آخر يوم في عمري".