دبي: أوضح عدنان أحمد يوسف رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية أن المصارف العربية نجحت في مواصلة أدائها المتميز برغم ظروف الأزمة المالية العالمية وتمكنت من تعزيز ميزانياتها الإجمالية إلى 2.3 تريليون دولار. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان تأثير الأزمة المالية العالمية على المصارف العربية والإسلامية نظمتها كلية دبي للإدارة الحكومية. وتناول عدنان يوسف العوامل الأساسية التي أدت إلى اندلاع الأزمة المالية وارجع سبب الاختلال العالمي ولا سيما في حركات تدفق رأس المال خلال النصف الثاني من التسعينيات وبداية العقد الحالي إلى انخفاض مستويات الإدخار الوطنية في النظم الاقتصادية المتقدمة مثلما كانت الزيادة المتميزة في المدخرات نسبةً إلى الاستثمار في العديد من الأسواق الناشئة عاملاً آخراً أفضى إلى اندلاع الأزمة. وقال في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الإمارات "وام" إن المصارف العربية والإسلامية يتعين عليها بعد انتهاء الأزمة الاستمرار في اتباع سياسات حذرة في مجال الإقراض والحفاظ على السيولة فيما يتعين على الحكومات بدورها التحرك بسرعة لتوفير مجموعة واسعة من البرامج التي تدعم وتعزز النظام المصرفي لتمكينه من القيام بدوره الطبيعي لتعزيز تدفق الائتمان للشركات والأسر على حد سواء. وأفاد بانه من غير الواقعي توقع القضاء على الأزمة بشكل كلي حتى مع تطبيق الإجراءات التي اقترحها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة ال 20 وحتى مع وجود نظام مالي يتميز بالحيوية والإبتكار المطلوب هو نظام مالي يتسم بالمرونة والقبول على نطاق واسع ولا يعتمد على الهياكل القائمة على الدين ولا الربا مؤكدا أن مثل هذا النظام سيساهم في تقليل حدوث تلك الأزمات وتخفيف أضرارها في حال وقوعها. وأضاف أن البرنامج الأمريكي في حاجة إلى نموذج عربي لإغاثة الأصول المتعثرة "تارب" لحل العديد من المشكلات لافتا الى أن المصارف التقليدية في العالم العربي قد يتعين عليها توفير منتجات وخدمات مصرفية إسلامية على الأقل لتحقيق التوازن الاستثماري المطلوب وقد يمكنها ذلك من الصمود أمام التحديات المستقبلية بشكل أكثر فعالية.