تستضيف العاصمة البريطانية لندن اليوم الخميس مؤتمر حول الصومال يشارك فيه مسؤولو نحو أربعين دولة على أمل المساهمة في جهود احلال السلام في هذا البلد بعد نحو عشرين سنة من الحرب الأهلية والمجاعات والفوضى. هذا ومن المقرر ان يناقش المؤتمر قضايا مثل الإرهاب والقرصنة ومن المتوقع أن يتفق المشاركون على تقديم مساعدات لبناء المدارس والمستشفيات وتشكيل قوات شرطة حسبما افادت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى".
ويحضر المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيسا اثيوبيا ونيجيريا ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد قاد الجهود الدبلوماسية لعقد المؤتمر مؤكدا خلال كلمته امس الاربعاء امام مجلس العموم أن الصومال الذي يوصف بأنه "الدولة الأكثر فشلا في العالم" يحتاج إلى "فرصة ثانية".
ولم تستبعد الحكومة البريطانية إرسال المزيد من المستشارين العسكريين لتعزيز الفريق الذي أرسلته لمعاونة قوات الاتحاد الافريقي في الصومال.
واضاف كاميرون إن المجتمع الدولي بحاجة لمزيد من تنسيق الجهود لمعالجة التحديات التي تواجه هذا البلد.
جدير بالذكر ان الصومال عانى 21 عاما من الحرب الأهلية الى ان جاء قرار من مجلس الأمن بزيادة عدد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي 12 ألفا إلى 17700 جندي.
وعلى الرغم من نهاية أسوأ مجاعة في الصومال منذ نحو 60 عاما مازال 2.34 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية وهو ما أجبر نحو 2.5 مليون شخص على ترك منازلهم أي ما يوازي نحو 27 في المئة من عدد السكان.
وبخلاف ذلك فان القراصنة الصوماليون يحتجزون حاليا 10 سفن، و159 رهينة وعملياتهم تكلف الاقتصاد العالمي نحو 7 مليارات دولار سنويا.
ومن جانبها تبرر السلطات البريطانية اهتمامها بقضية الصومال بأن أنشطة الميليشيات المسلحة في الصومال، وعمليات القرصنة قبالة السواحل الصومالية تمثل تهديدا لمصالح بريطانيا في منطقة القرن الافريقي وامن واستقرار هذه المنطقة والعالم.
ويحضر مؤتمر لندن رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي محمد علي والذي أكد أن بلاده في مفترق طرق وتحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي.
وفى ذات السياق صوت مجلس الامن الدولي على قرار يقضي بزيادة عدد قوات حفظ السلام الافريقية في الصومال من اثني عشر الف جندي الى قرابة الثمانية عشر الف جندي في خطوة تهدف لالحاق الهزيمة بحركة الشباب المجاهدين الصومالية.
وقال السفير البريطاني لدى المجلس إن القرار يعطي قوات الاتحاد الافريقي القوة الضرورية التي تمكنها من الاستفادة بشكل فعال من المكاسب التي تحققت بالفعل.
وأضاف أن القرار "يهدف لزيادة الضغط العسكري على ميليشا الشباب ويعتبر خطوة مهمة قبل انعقاد مؤتمر لندن".