القدس المحتلة : بعد أيام من انطلاق المفاوضات المباشرة وعشية الاحتفال بعيد الفطر المبارك ، ترددت أنباء صحفية عن مصرع إسرائيلي مساء الخميس وإصابة آخر بجروح في إطلاق نار على سيارتهما قرب مستوطنة معالي أودميم شرقي القدسالمحتلة . ويأتي التطور السابق بعد هجومين شنتهما "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية واستهدفا مستوطنين إسرائيليين اواخر أغسطس الماضي قبل انطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن . كما يأتي التطور السابق بعد أن تقرير حقوقي إسرائيلي في 6 سبتمبر شرطة الاحتلال بمساعدة المستوطنين في تهجير المقدسيين وإرهابهم وتهويد مدينتهم وملاحقتهم بشكل عنصري. وأشار تقرير جمعية "حقوق المواطن" الاسرائيلية إلى إقامة ألفي مستوطن داخل الأحياء الفلسطينية في القدسالشرقيةالمحتلة ، مشيرا إلى أن عشرات المؤسسات العامة تقدم لهم خدمات بدافع معلن وهو تهويد القدسالشرقية. وتابع التقرير الذي تضمن شهادات سكان فلسطينيين تعرضوا لعنف وإرهاب المستوطنين " يعتدي المستوطنون على الفلسطينيين بأشكال شتى تحت حماية شرطة الاحتلال ". وأشار أيضا إلى منح الاحتلال أفضلية لاحتياجات ومصالح المستوطنين اليهود في الأحياء على حساب الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين وتمكينهم من السيطرة على موارد الأرض. وعلاوة على التمييز العنصري على مستوى الحياة اليومية ، تحدث التقرير عن إقحام المستوطنين داخل الأحياء العربية مما يتسبب بازدحام سكاني وجو مشحون جراء لجوئهم للعنف. وتقول رئيسة موسى الكركي من حارة السعدية بالبلدة القديمة بالقدس والتي تتقاسم ممر بيتها مع مستوطنين يسكنون بجوار بيتها :" استيقظت فجرا على صراخ فرأيت مستوطنين وقد عادوا إلى شقتهم واقتربت من باب المدخل لأغلقه ، فجأة عاد أحدهم ودفعه بشدة فأصبت في يدي". وأضافت أنها تعرضت وعائلتها إلى كثير من التنكيل وأنها قدمت حوالي عشرين شكوى للشرطة ولم تجد استجابة ، قائلة :" أتحول إلى مشتبه بها كلما ذهبت للشرطة لتقديم شكوى ، دائما يصرخون في وجهي ويضربون بقوة على الطاولة وكثيرا ما يجعلونني أبكي من المرارة". كما يشكو السكان الفلسطينيون أيضا وفقا للتقرير من امتناع شرطة الاحتلال عن التحقيق في شكاواهم حول تخريب ممتلكاتهم بل تنقلب الأمور ليتحولوا إلى مشتبه بهم وتفتح قضايا جنائية ضدهم. وتابع التقرير "يستدل من الشهادات السابقة أيضا تعرض المقدسيين للتهديد مثل تخويف المشتبهين باعتقال أفراد من العائلة وتجاهل أدلة قائمة". وأشار أيضا لاعتقال أطفال تم انتزاعهم من فراشهم في منتصف الليل واقتيدوا إلى غرف التحقيق مكبلين ودون مرافقة والديهم وإخضاعهم لتحقيقات عنيفة ومخيفة ، لافتا إلى أن 43.5% من سكان القدسالشرقية حتى نهاية العام 2009 هم من القاصرين. وعرض التقرير في هذا الصدد قصة طفل مقدسي تعرض للتعذيب جاء فيها " عندما أنكرت تهمة إلقاء حجارة نحو مستوطنين ضربني الشرطي موشي على بطني وظهري وصفعني على وجهي ، أثناء التحقيق طلبت مرات عديدة الذهاب إلى المرحاض لكن الشرطي رفض ، شعرت بالبرد القارس وبخوف شديد منه". وأشار التقرير أيضا إلى حادثة وقعت في "ديسمبر/كانون الأول 2009 عندما حضرت الشرطة فجرا لاعتقال فتى في ال14 من عمره من سلوان، فلم تجد توسلات والديه بتأجيل الاعتقال حتى الصباح فتم اقتياد الطفل للتحقيق في محطة شرطة المسكوبية مكبل اليدين. وبجانب ما سبق ، كشف التقرير عن إنفاق سلطات الاحتلال مبالغ طائلة في حماية المستوطنين من خلال شركات خاصة لا تتورع عن التنكيل بالفلسطينيين وحتى استخدام السلاح ضدهم. كما يشتكي الكثيرون من سكان الأحياء الفلسطينية من أن المئات من كاميرات التصوير المثبتة في الأحياء موجهة نحو بيوتهم وأن مداخلها الخاصة تنتهك بشكل خطير خصوصيتهم وكراماتهم. ومن جانبها ، ذكرت قناة "الجزيرة" أن اتهم التقرير أيضا شرطة الاحتلال بالسكوت عن التحريض والإزعاج الذي يسببه المستوطنون بقلب الأحياء الفلسطينية ، مشيرا إلى تنظيم حفلات صاخبة تتواصل حتى ساعات الفجر، إضافة لضوضاء تنبعث من أعمال الحفريات الأثرية الواسعة في وادي حلوة سلوان على مدار ساعات دون تدخل شرطة الاحتلال .