في حفل رسمي حضره نائب رئيس جمهورية السودان وحشد من رجال الفكر والسلك الدبلوماسي العرب، حصد اليمني محمد الغربي والسودانيان ناصر السيد وبشرى الفاضل الجوائز الأولى بمسابقة الطيب صالح الدولية للإبداع الكتابي في دورتها الثانية ، والتي أعلنت أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم . وتبلغ قيمة الجائزة التي تمولها شركة "زين" السودانية للإتصالات، 66000 دولار ، توزع على الثلاثة الفائزين في فروع القصة والرواية والترجمة الأدبية . وفي فرع القصة القصيرة فاز بالجائزة الأولى السوداني بشرى الفاضل عن قصته "فوق سماء بندر"، وجاء في المركز الثاني الأديب المصري فؤاد محمود قنديل عن قصته "أجمل رجل قبيح في العالم" ، يليه في المرتبة الثالثة الأديب المصري حسن صبري . كما حصد السوداني ناصر السيد النور الجائزة المخصصة لترجمة الأعمال الأدبية عن ترجمته لرواية "تخوم الرماد".، بينما فاز بالمرتبة الثانية عمر بابكر سليمان عن ترجمة رواية "الدم في نخاع الوردة"، وجاء في المرتبة الثالثة القذافي هاشم السيد عن كتابه "دوامات في شمال السودان". وفي الرواية حصد الروائي اليمني محمد الغربي الجائزة الأولى، ويليه الجزائرية هجيرة قويدر بوزيد، وفاز بالمرتبة الثالثة المغربي هشام بن شاوي عن روايته "قيلولة أحد خريفي". بلغت الأعمال المشاركة في الجائزة 312 عملا، وفي الروايات رشحت 124 رواية، بينها 48 من مصر، و26 من السودان، و11 من المغرب . و"الطيب صالح "1929 - 18 فبراير 2009 أديب سوداني وأحد أشهر الأدباء العرب ، أعماله ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وأهمها " موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى». ورواية "ظلمة" اليمنية للغربي عمران، حائزة المركز الأول، تعد الثانية لمؤلفها بعد روايته (مصحف أحمر) والتي أثارت جدلا واسعا عند صدورها ، وتعالج الرواية الفائزة فترة مهمة من تاريخ مجتمع جنوب شبه الجزيرة العربية .. منصف القرن الخامس الهجري.. حيث أستدعى كاتبها التاريخ.. مركزا على الصراع الديني بين المذاهب .. ليدور صراع عنيف للسيطرة على المجتمع بين ثلاثة مذاهب إسلامية هي: المذهب الإسماعيلي وكان امتداد للدولة الفاطمية في القاهرة.. والمذهب السني الامتداد لمذهب العباسيين في بغداد.. والمذهب الثالث هو المذهب الزيدي. وتدور أحداث الرواية في أعالي جبال السروات في اليمن وعسير وحتى الحجاز.. وهي بيئة شخصيات الرواية..حيث تدور أحداث الرواية في تلك المناطق. حين يعيش إنسان ذلك الجزء من العالم في صراع دموي رهيب يقوده زعماء تلك المذاهب .. وهو ما يحدث اليوم . ففي الوقت الذي كان يقود زعماء تلك المذاهب العامة من قبائل ودهماء ليوجهونهم لنهب المدن وتدميرها بفتوى فساد حكامها.. تنتشر عمليات القتل والسلب بدعوى نشر الدين الحق.. ليدخل زعيمهم معلنا نفسه أمير للمؤمنين .. ليستعد زعماء المذاهب الأخرى بتجييش القبائل لتدور الدائرة ..وهكذا دواليك ما أن يسيطر زعيم مذهب على صنعاء معلنا نفسه إماما على جنوب شبه جزيرة العرب حتى يدعو زعيم مذهب آخر أتباعه وبقية القبائل للهجوم على صنعاء مبيحا النهب والسلب مقابل ما قاموا به.