قادت مؤسسات عربية مفهوم الأغذية الحلال منذ سنوات طوال ورسخت مكانة وقاعدة عريضة لها فى دول الغرب وحول العالم وعلى رأسها البرازيل، منها اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل "فمبراس" والمركز الإسلامي البرازيلي للأغذية الحلال "سيبال حلال"، تلك العلامة التجارية التي تتناول الصحة والسلامة والجودة للمنتجات البرازيلية المصدرة للأسواق الإسلامية. وقام حسين محمد الزغبي اللبناني الأصل، في أواخر السبعينيات بتأسيس اتحاد المؤسسات الاسلامية في البرازيل "فمبراس "، بهدف تعزيز وتوحيد مختلف المؤسسات الإسلامية في البرازيل لنشر وتطوير مفهوم الثقافة الإسلامية في البرازيل ونشر الفكر الإسلامى، ومن ثم نمت ثقافة الأطعمة الحلال كواحدة من مبادئ الإسلام.
وكانت ثمرة هذا الاتحاد والتواصل بناء 37 مسجدا بدعم من اتحاد المؤسسات الاسلامية في البرازيل، لتسهيل ممارسة الشعائر الإسلامية، وتشجيع المعتنقين الجدد، وتعزيز المشاركة الاجتماعية مع البرازيليين .
وكانت البعثات الإسلامية لها دور كبير فى توطيد العلاقات مع دول الغرب عن طريق سفارات الدول العربية والإسلامية، لنشر وتطوير مفهوم الثقافة الإسلامية في البرازيل منها وزارة الأوقاف المصرية، ورابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة، والتى كانت تشرف أيضا على عمليات التفتيش على نوعية العمل والنظافة الصحية في مسالخ الدواجن والأبقار،كان الهدف يومها هو خلق سوق جديدة للمنتجات البرازيلية.
وتمخضت هذه الزيارات عن اعتبار الصناعات البرازيلية مناسبة للتصدير والاستهلاك، وأصبحت " فمبراس " حسب طلب تلك السلطات والمنظمات مسئولة عن إنشاء هيكل إنتاج اللحوم الحلال في البلاد.
واقتصر عمل " فمبراس " في البداية على الإشراف وضمان إصدار الشهادات الخاصة، بمعنى أن لحوم الأبقار البرازيلية التي يستهلكها المسلمون في العديد من البلدان منتجة وفقا للشريعة الإسلامية .
ومع الطلب المتزايد لتصدير هذه المنتجات ومواصلة ضمان جودته، أنشأت فمبراس المركز البرازيلي الإسلامي للأطعمة الحلال "سيبال حلال " المسئول عن تنفيذ مفاهيم الحلال في البرازيل، وتوسعت على إثرها قاعدة مستهلكى الأغذية الحلال على مستوى العالم.
وقد حصلت المؤسسة على اعتراف الكثير من المنظمات والحكومات في البلاد الإسلامية منها جاكيم ( ماليزيا)، مجلس ( سنغافورة)، وزارة الأوقاف (مصر)، رابطة العالم الإسلامي (المملكة العربية السعودية)، مجلس العلماء ( أندونيسيا)، مجلس السفارات العربية في برازيليا (البرازيل) .
يذكر أن البرازيل تعد اليوم من أكبر مصدري لحوم الدواجن والأبقار الحلال إلى الأسواق الإسلامية، ويمثل معدل النمو في سوق تصدير منتجات لحوم الدواجن 45 % من إجمالي إنتاج البرازيل،38 من هذه الكمية موجهة لمنطقة الشرق الأوسط، وهذا الأمر يتماشى مع لحوم الأبقار حيث توجد نسبة مماثلة تقدر ب 41 من مجموع الإنتاج تصدر إلى العالم الإسلامي .
ويشهد هذا السوق يشهد نموا ملحوظا هذه الآونة، حيث أن واحد من كل ثلاثة أشخاص في العالم ينتمي للدين الإسلامي، وفي عام 2025 ومن المتوقع أن يكون تعداد المسلمين ثلاثة مليار مسلم في كل أنحاء العالم .
وتشير التقديرات إلى أن مبيعات السوق الحلال حركت في السنوات الأخيرة نحو 2 مليار دولار في المواد الغذائية والأدوية والملابس ومستحضرات التجميل وغيرها، فقط خلال عام 2009 م حركت صناعة الأغذية الحلال أكثر من 578 مليار دولار في عام 2009 ونموا سنويا بما يعادل 15 ، وتظهر استطلاعات الرأي أن غير المسلمين يبحثون عن الأغذية الحلال المصرح باستخدامها، كأسلم طريقة للحصول على نوعية جيدة من الغذاء.