يبدو أن الأطعمة الإسلامية بدأت تحقق نجاحًا كبيرًا فى الأسواق العالمية مع زيادة الطلب عليها بسبب وجود 1.3 مليار مسلم فى كل أنحاء العالم. وذكر تقرير الاتحاد العالمى للأغذية الحلال أن عدد الذين يستهلكون الأطعمة الإسلامية بلغ مليارى شخص تقريبًا، وأن قيمة سوق الأغذية الحلال فى العالم تقدر بأكثر من 650 مليار دولار عام 2010. كما وصلت قيمة سوق الأغذية الحلال فى الشرق الأوسط إلى 45 مليار دولار العام الماضى. ومن المثير للاهتمام، أن هذه السوق تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الواردات من السلع الحلال، علمًا بأن دولة الإمارات وحدها تستورد ما قيمته 150 مليون دولار من المنتجات الغذائية الحلال سنويًا، بينما تقدر قيمة تجارة إعادة التصدير من الإمارات إلى الأسواق فى المنطقة حاليًا ما بين 30 و50 مليون دولار. وذكرت تقارير إعلامية أن الصين تأتى على رأس الدول المستهلكة للأطعمة بجميع أنواعها عالميا والأطعمة الإسلامية بصفة خاصة حيث تعتبر صناعة الأطعمة الإسلامية إحدى الصناعات الأربع فى مدينة تشنغتشو الصينية ووصل عدد مؤسسات الأطعمة إلى ألف بنهاية العام الماضى، ووصلت الإيرادات من مبيعات هذه الأطعمة إلى 5 مليارات يوان فى السنة، وتخطط مدينة تشنغتشو لتطوير الأطعمة الإسلامية، والبحث عن أسواق فى الدول العربية. وأظهرت الاحصاءات أن 97.3 بالمائة من أكثر من 2400 مدينة ومحافظة صينية، لديها صناعة الأطعمة والمستلزمات الإسلامية، وهناك أكثر من 6000 مؤسسة خاصة تزاول إنتاج الأطعمة الحلال وتجارتها. وفى هذا الإطار قال يانغ تشى بوه، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، إن الأطعمة والمستلزمات الإسلامية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحياة المسلمين، وإن المنتجات من المؤسسات الممتازة تمثل «بطاقة شخصية» ترسلها الصين إلى الدول المسلمة لتعزز تعرف هذه الدول على الصين. وتعتبر ماليزيا المركز الرئيسى بمنطقة جنوب آسيا فى صناعة المنتحات الحلال، فيما تسعى لتصبح مركزًا عالميًا رائدًا فى هذه الصناعة على اعتبار أنها من الدول الإسلامية الرائدة صناعيًا إضافة إلى كونها دولة إسلامية متقدمة لها سمعتها المرموقة فى هذا المجال. ويقول مسئول فى شركة المنتجات الحلال الماليزية المساهمة المحدودة إن بلاده تتمتع بخبرة واسعة فى مجال تصنيف واعتماد الأطعمة الحلال، وذلك من خلال ما تسمى اختصارًا ب «جاكيم» وهى جهة حكومية ماليزية تختص بهذا المجال ومشهود لها بمصداقيتها من قبل الأممالمتحدة. وبهدف تعزيز دعم صناعة المنتجات الحلال والطلب المتزايد عليها، قامت ماليزيا بإنشاء مجمعات خاصة لصناعة تلك المنتجات بحيث تضمن نقاء الصبغة الحلال عليها ودشنت مجمعًا لصناعة المنتجات الحلال يمتد على مساحة 9000 هكتار بولاية سراواك، وخاصة مزارع الأسماك والقريدس والدواجن والمواد الزراعية، ليس هذا فحسب، بل يأتى التحالف الاستراتيجى بين «الإسلامى للأغذية» فى دبى ومؤسسة تطوير صناعة المنتجات الحلال الماليزية ليعزز صناعة الحلال فى العالم الإسلامى، حيث سيوفر الأرضية الصلبة للمزيد من التواجد فى الأسواق الإسلامية والأجنبية فى الوقت نفسه للوصول إلى رقم جديد فى صناعة الحلال يتجاوز 580.91 مليار دولار. وفى الوقت نفسه، تشكل الدول المجاورة لماليزيا مثل بروناى وإندونيسيا والفلبين، وكذلك أستراليا والصين والولايات المتحدة تحديًا ومنافسًا كبيرًا لماليزيا حيث تقوم بتطوير مراكزها الخاصة للمنتجات الحلال كذلك. وفى تايلاند المعروفة بنكهات أطباقها الفريدة وتنوع موادها الغذائية والأطباق العالمية، ووفقًا لمجلس الاستثمار فإن تايلاند تحتل المرتبة 12 بين دول العالم المصدرة للأغذية الحلال.