لاشك ان تجارة الاغذية الحلال وضعت اقدامها بقوة وسط الاقتصاد العالمي واصبحت تمثل رقما صحيحا في الاقتصاد الدولي حيث كشفت التقارير الاقتصادية الدولية ان قيمة سوق الأغذية الحلال في العالم تقدر بأكثر من650 مليار دولار هذا العام. وانه من المتوقع أن تصل قيمة سوق الأغذية الحلال في الشرق الأوسط إلي45 مليار دولار بحلول نهاية العام2010, وفقا للاتحاد العالمي للأغذية الحلال, الذي يعتبر العالم العربي سوقا رئيسية للمنتجات الحلال, نظرا للتركيز الكبير للمسلمين فيه, ومن المثير للاهتمام, أن هذه السوق تعتمد اعتمادا كبيرا علي الواردات من السلع الحلال, علما بأن دولة الامارات وحدها تستورد ما قيمته150 مليون دولار من المنتجات الغذائية الحلال سنويا, بنيما تقدر قيمة تجارة إعادة التصدير من الامارات إلي الاسواق في المنطقة حاليا بما بين30 و50 مليون دولار. وذكرت التقارير الاقتصادية ان الصين تأتي علي رأس الدول المستهلكة للأطعمة بجميع أنواعها عالميا والاطعمة الاسلامية بصفة خاصة حيث تعتبر صناعة الاطعمة الاسلامية هي احدي الصناعات الأربع في مدينة تشنغتشو الصينية ووصل عدد مؤسسات الأطعمة إلي الف بنهاية العام الماضي, ووصلت الايرادات من مبيعات هذه الأطعمة إلي15 مليار يوان الدولار=6.8 يوان في السنة, وتخطط مدينة تشنغتشو لتطوير الأطعمة الاسلامية, والبحث عن أسواق في الدول العربية, ويقول الشيخ هونج تشانج يوي أمين عام ونائب رئيس الجمعية الاسلامية الصينية ان أطعمة الحلال تخضع لاشراف صارم من الدول بما يضمن سلامتها والتزام القائمين عليها بالنظافة وتطبيق الشريعة الاسلامية عند الذبح والسلخ والتعبئة. وأضاف ان الجهات الصينية تحرص خلال استقبالها لوفود من الدول العربية والاسلامية وغيرها ان تكون الاطعمة إسلامية, وتستهدف الصين من ذلك تحقيق المزيد من التقارب مع المجتمع العربي الذي أصبح خامس شريك تجاري لها الكثير من الدول الاسلامية كما ان تقع بالقرب من الصين بما يوجد أجواء من الاحترام والتفاهم بين الصين والدول الاسلامية قال مسئول بمجموعة بانج جيه للاطعمة الاسلامية, وهي الأكبر من نوعها في مقاطعة خنان ان الاطعمة الاسلامية هي من اللوازم اليومية للمسلمين الصينيين من10 اقليات قومية بالصين, فصناعة الاطعمة الاسلامية, هي صناعة تقليدية للمناطق المأهولة بالاقليات القومية عامة وللمسلمين الصينيين خاصة, وتشتمل الاطعمة الاسلامية الصينية علي أطعمة مبردة واطعمة جاهزة للأكل ومنتجات ألبان ومأكولات البقوليات والزيوت النباتية وهذه الاطعمة يقبل عليها المستهلكون وخاصة المسلمين الصينيين والاجانب. وتوجد10382 مؤسسة متخصصة في انتاج وبيع الاغذية الاسلامية ومستلزمات المسلمين في منطقة نيننغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي منها8018 مؤسسة للاغذية الاسلامية و2364 مؤسسة لمستلزمات المسلمين تلعب دورا مهما في الوفاء بطلبات المواطنين من مختلف القوميات علي المنتجات الاسلامية تبلغ مساحة المنطقة التي تعتبر أكبر منطقة تجمع لأبناء قومية هوي المسلمة99 ألف كيلو متر مربع ويقطنها6.25 ملايين نسمة منهم2.2 مليون مسلم من أبناء قومية هوي ذوي الصول العربية والفارسية الذين قدم أجدادهم إلي الصين للتجارة أو الدعوة عبر طريق الحرير قبل مئات السنين. وقالت( شينخوا) ان الشهر الحالي شهد فاعليات معرض الأطعمة الاسلامية واللوازم اليومية الدولي2010 في مدينة شينينج عاصمة مقاطعة شينغهاي الواقعة شمال غربي الصين, حيث تم توقيع103 اتفاقيات بلغت قيمتها أكثر من400 مليون دولار أمريكي, وشارك فيه أكثر من700 مؤسسة من22 دولة ومنطقة فضلا عن24 مقاطعة وبلدية ومنطقة ذاتية الحكم في الصين بما فيها120 مؤسسة أجنبية. وعرفت المدن الصينية الكبري منذ سنوات قليلة رواجا واسعا للحوم المذبوحة والمنتجات المصنوعة علي الطريقة الاسلامية أو ما يعرف بمأكولات الحلال التي نمت تجارتها في العديد من العواصم الأوروبية والغربية التي توجد بها تجمعات كبيرة من المسلمين ورغم قلة عدد المسلمين في الصين فان هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه مليارا وثلاثمائة مليون نسمة فتح آفاقا واسعة لما يعرف بين رجال الأعمال بتجارة الحلال. وراجت تجربة المأكولات الاسلامية مع إطلاق السلطات الصينية حرية التملك والحركة للأفراد طالما تتوافر فرص العمل والاقامة في المناطق التي يرتحلون اليها والتي تكون عادة في المناطق الشرقية من البلاد الأكثر تطورا وتحقق فرص عمل ودخلا وفيرين.