شهدت المدن الألمانية مؤخرا اهتماما متزايدا من المشتغلين بالصناعات الغذائية بالطعام ال "الحلال" الذى يتبع القواعد الإسلامية فى الذبح، نظرا لارتفاع أعداد الجالية الإسلامية فى ألمانيا والبالغ عددها أربعة ملايين مسلم. ورغم تفضيل أغلب المتاجر عدم عرض الأطعمة الإسلامية خوفا من غضب جمعيات الرفق بالحيوان التى تعترض على طرق الذبح الإسلامية، إلا أن معيار الأرباح لدى رجال الأعمال تغلب على معيار المجتمع المدنى والرأى العام، حيث تنبه رجال الأعمال مؤخرا إلى ارتفاع نسبة المكاسب الاقتصادية التى تدرها الأغذية المذبوحة على الطريقة الإسلامية، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، آخذين فى الاعتبار أن الجالية الاسلامية تزداد بنسب أكبر من الجاليات الأخرى بسبب زيادة المواليد، وأن نسبة سوق الطعام الإسلامى تصل لحوالى 17% من الاقتصاد العالمى بحسب إحصائية المنتدى العالمى للحلال فى ماليزيا. وأوردت جريدة دير شبيجل الألمانية اليوم الخميس فى تحقيق أجرته على الموضوع نفسه، أن بعض مصانع المواد الغذائية بدأت إنتاج الأطعمة الحلال على فترات محددة، ومنها مصنع عائلة "ميمكن" الذى ينتج تلك الأطعمة ثلاثة أيام فى الأسبوع فى مدينة جيلينبرج شمال ألمانيا. وتصف دير شبيجل تلك المدينة بال"كاثوليكية الصرفة".ومع ذلك "يضع الرسول محمد قواعد الغذاء لمدة ثلاثة أيام كل أسبوع"، حيث ينتج ذلك المصنع حوالى مائة طن من الأغذية الإسلامية أسبوعيا، تعتمد عليها عدد كبير من المتاجر الألمانية والأوروبية. وهى نفس السياسة التصنيعية التى عملت بها شركات الأغذية العالمية مثل نستله و يونيليفر منذ سنوات. وتشير توقعات رجال المال بحسب دير شبيجل باتساع سوق الأطعمة الحلال لتصل إلى 641 مليار دولار فى 2010 بعد أن كانت 587 مليار دولار فى 2004. الملفت للنظر فيما ورد بدير شبيجل أن المصانع المنتجة للحوم الحلال تكتفى بتسجيل عبارة "الله أكبر" على أشرطة يتم تشغيلها أثناء عملية الذبح، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول كون تلك الأغذية حلالا تماما من الناحية العملية، الأمر الذى لم تحسمه أى من مؤسسات الرقابة على الحلال بالرغم من تضارب الأفكار بينها.
