بعد أسابيع قليلة من قضية رفعها حافظ أبوسعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان ضد رئيس تحرير شبكة الاعلام العربية- محيط - وتبعها ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الشبكة بالسب والقذف بحقه مطالبا بتعويض مالي، وذلك رداً علي وثائق صادرة عن الخارجية الأمريكية تتهمه بتقاضي تمويل غير شرعي من الولاياتالمتحدة، لعلاقاته الوثيقة بالسفارة الامريكية بالقاهرة وقيامه بتزويد السفيرة بمعلومات وتحريضها ضد السلطات المصرية- عبرت المنظمة عن قلقها البالغ من بروز عدد من القضايا في الفترة الأخيرة والتي تحجم حرية الرأي والتعبير وتفرض نوعاً من الوصاية عليها. وتجاهل أبوسعدة في بيان منظمته أنه أحد الذين يستهدفون حرية الرأي، وبذلك يكون قد كال الأمور بمكيالين وارتضي لنفسه أن يقاضي الإعلام الحر لمجرد أنه اختلف مع توجهاته، وأن يدافع عن المتفقين في توجهاته والذين تطاولوا عن الدين الإسلامي.
وقال أبو سعدة: عمد مجموعة من المواطنين برفع قضايا على بعض الشخصيات العامة في المجتمع تتهم إياهم بازدراء الأديان وهو ما يمثل في مجمله قيداً على حرية الرأي والتعبير، على الرغم من تعديل مواد قانون الإجراءات الجنائية وذلك في مادته الثالثة والتي تنص على أن " لا يجوز أن ترفع الدعوى الجنائية إلا بناء على شكوى شفافية أو كتابية من المجني عليه أو من وكيله الخاص إلى النيابة العامة أو إلى أحد مأموري الضبط القضائي في الجرائم المنصوص عليها في المواد 185 ، 274، 277، 279، 292، 293، 303، 306، 307، 308 من قانون العقوبات وكذلك في الأحوال الأخرى التي ينص عليها القانون".
وكانت القضية الأولي في هذا المنحى،/ هي تلك التي رفعت ضد رجل الأعمال نجيب ساويرس تتهمه بازدراء الأديان ونشر صور مسيئة للدين الإسلامي، والتي تم تداولها حتى أصدرت محكمة جنح بولاق أبو العلا قراراً بتأجيل القضية إلى جلسة 3 مارس المقبل للنطق بالحكم، وذلك رغم إقدام المذكور على الاعتذار أكثر من مرة، مؤكداً على عدم قصده الإساءة للدين الإسلامي بأي حال من الأحوال.
أما القضية الثانية فكانت من نصيب الفنان عادل أمام والذي رفعت عليه دعوى تتهمه بأن أعماله الفنية تسئ للدين الإسلامي، وبالفعل تم تداول الدعوى في المحاكم ونظراً لعدم حضور المدعي عليه والدفاع أمام المحكمة، أصدرت محكمة جنح الهرم بالجيزة حكماً بالحبس 3 أشهر وغرامة ألف جنيه.
ومن جانبها اكدت المنظمة على دعمها الكامل والغير محدود للحق في حرية الرأي والتعبير،" هو ما تنسفه القضية التي أقامها أمينها العام ضد رئيس تحرير محيط"، وكذا حق المواطنين في الإبداع، إلا أنها تستنكر وبشدة استغلال بعض المواطنين للحق في التقاضي لمقاضاة بعض الأفراد على أفكارهم، وهو أحد هؤلاء المواطنين، وتؤكد أن تلك الممارسات تعطي مؤشرات سلبية حول مستقبل حرية الرأي والتعبير في الفترة المقبلة.
وشددت المنظمة على ضرورة قيام الحكومة المصرية بتعديل البنية التشريعية المنظمة للحق في حرية الرأي والتعبير وفقا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صدقت عليها، لمنع صدور مثل هذه الأحكام في المستقبل، وتطالب النائب العام بضرورة وضع قواعد منظمه للجوء المواطنين للتقاضي في مثل تلك الحالات بما يتفق مع المعايير الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وأكد أبو سعده أنه يجب احترام الحق في حرية الرأي والتعبير بما يتفق مع المعايير الدولية المعنية، لكون مثل هذه القضايا لا يجب حلها أمام ساحات المحاكم وإنما بإثراء ثقافة الحوار والجدل الموضوعي لعدم إثارة أي نوع من الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد.
الجدير بالذكر أن أبوسعدة يوجه كلامه هذا لجهات التمويل التي ترسل الأموال لمنظمته؛ لكن ما يقوله لا يقتنع به ويمارس عكسه.