أكد المشاركون فى الندوة التى عقدت ضمن أنشطة المحور الرئيسى لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لمناقشة كتاب "خطط المقريزى" الحاجة لتراث الأجداد لحل مشكلات الحاضر . وشارك في اللقاء كل من : المؤرخ د. قاسم عبده قاسم، ود.محمد حمزة الحداد، أستاذ الآثار الإسلامية، والمؤرخ أيمن فؤاد السيد، محقق الكتاب. فى البداية أكد د. أيمن فؤاد السيد أن كتب المقريزى تعد أفضل كتب تناولت مصر قبل الطوفان حتى فتح الخليفة عمر بن الخطاب مصر، وذلك من خلال 4 مجلدات، مشيرًا إلى أن المقريزي يعد مؤلفا موسوعيا نشأ على يد عبد الرحمن بن خلدون، وتتلمذ على يده عديد من المفكرين والعلماء حتى وصل إلى التفوق على أستاذه فى نظريات تتبع الدول وعرضها ونقد واقع المجتمع.
يضيف : قام المقريزي برصد وتقديم معلومات فريدة عن أقرانه وعلماء تلك الفترة وهو فى السبعين من عمره. من جانبه قال المؤرخ د. قاسم عبده قاسم: المقريزى هو المؤرخ الوحيد الذى يعتبر بحق شيخ المؤرخين، وكلنا حتى الآن نستقى من علمه وكتبه المتنوعة وبعضها يوجه رسائل قصيرة، والبعض الآخر مجلدات عديدة. مشيرًا إلى أن كتبه تعد أحسن أثر لتاريخ مصر الإسلامي حتى الغزو العثمانى، على الرغم من أنه كان لبنانى الأصل، موضحا أن معظم كتبه عكست شخصيته المصرية، وكان باحثا فى مناهج ومذاهب الحياة فتكلم عن الفرق الدينية والأديرة والكنائس واليهود وأعيادهم، وكتب عن السياسة وأهلها والحرب وأهلها فكان مطلعا على كل الثقافات ورصد ظاهرة تفشى الرشوة وقال إن سقوط الدولة يكون داخليا أولا ثم يأتي من الخارج. من جانبه أشار د. محمد حمزة الحداد أستاذ الآثار الإسلامي إلى أن نشأة المقريزي عكست فكره وتوجهاته فنشأ في إحدى حواري القاهرة عام 776 هجريا وتوفى فى 845 ميلاديا، وعكست كتبه أهميه الآثار والعظة منها، وتتضمن كتبه الدواوين الشعرية واعتمد على الكثير من المصادر التي تعد مصادرنا الآن في الحصول على المعلومات في ظل فقدان المصادر الأصلية، كما اعتمد على الرواية وعلى المشاهدة في كتباته حتى تعكس دقته في استيفاء المعلومة.