دمشق: أعلنت الهيئة العام للثورة السورية اليوم الاثنين مقتل 12 برصاص الأمن في ريف دمشق ، فيما سيطرت قوات الجيش السوري على ضواحي في شرق دمشق، كانت قد سقطت في يد قوات "جيش سوريا الحر" المنشق بعد يومين من القصف والقتال. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن أحد الناشطين قوله إن "جيش سوريا الحر" قام بانسحاب تكتيكي، مع بدء قوات النظام احتلال الضواحي والقيام باعتقالات واسعة. وكان الجيش السوري النظامي قد بدأ حملة عسكرية السبت الماضي في الضواحي الشرقية للعاصمة بهدف السيطرة عليها من عناصر "جيش سوريا الحر". ويقول الناشطون إن أكثر من ألفي جندي و 50 دبابة استخدمت لتعزيز العملية العسكرية الأحد، واصفين عمليات القتال بأنها "حرب مدن" حيث انتشرت الجثث في الشوارع. ومن جانبه، قال ماهر النعيمي المتحدث باسم "جيش سوريا الحر" إن الدبابات دخلت ضواحي الغوطة الشرقية، رافضا الخوض في تفصيلات العمليات. وأعلن علاء الدين يوسف عضو المكتب الاعلامي للثورة السورية عن سقوط قتيل فى مدينة خان شيخون، مضيفا أن مدينة سرجى تعرضت لقذائف وشهدت سقوط قتيل وهو " عميد سابق". وافاد يوسف أن جميع المناطق شهدت تصعيدا من جانب الجيش النظامى ضمن إطار عمليات المواجهة مع عناصر في الجيش السوري الحر. وكانت أعمال العنف والمواجهات التي شهدتها سوريا أمس الأحد قد أسفرت عن مقتل نحو 66 شخصا على الأقل بينهم 26 مدنيا. وسقط ستة من القتلى في دمشق و 12 في الضواحي وثمانية في حمص وأربعة في حماة وأربعة في إدلب. وقال الناشطون إن قوات الجيش المدعومة بالدبابات قصفت المناطق التي يسيطر عليها الثوار شرقي وشمالي المدينة. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 16 جنديا سوريا قتلوا الأحد في هجومين منفصلين، أحدهما شمال غربي البلاد، والثاني قرب العاصمة. وأضاف المرصد أن عشرة جنود قتلوا عندما تعرضت قافلتهم إلى هجوم في كنسفرا بمنطقة جبل الزاوية. علي الجانب الآخر، نقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية عن مصدر رسمي قوله إن عصابات إرهابية مسلحة قتلت ستة جنود آخرين، عندما تعرضت حافلة عسكرية لنقل الجنود إلى هجوم قرب ضاحية سحنايا قرب دمشق. بعثة المراقبين ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الجامعة العربية تعليق عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، وقد أدانت دمشق هذا القرار. وقالت الحكومة السورية ان الهدف من هذا القرار زيادة الضغط الدولي والتمهيد للتدخل الأجنبي في سوريا. كما يأتي القرار في وقت تسعى فيه الجامعة الى الحصول على دعم الاممالمتحدة لخطة سلام تتضمن تنحي الرئيس بشار الاسد عن الحكم. وبدأت مهمة المراقبة في ديسمبر/ كانون الأول بهدف التحقق من التزام دمشق بخطة للجامعة العربية لإنهاء إراقة الدماء في الانتفاضة المستمرة منذ حوالي عشرة أشهر. وكان وزير الداخلية السوري محمد الشعار قد أكد السبت أن قوات الأمن عازمة على تطهير البلاد من المارقين والخارجين على القانون. وتتجه الأنظار إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي قد يصوت على مسودة قرار صاغته الجامعة العربية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والتي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد لنقل سلطاته إلى نائبه كي يشكل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة خلال شهرين. ومن المتوقع أن يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بخطاب إلى مجلس الأمن يوم الثلاثاء. ويحكم بشار الأسد سوريا منذ عام 2000 دون منازع، وذلك بعد أن ورث السلطة عن والده الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم سوريا بقبضة حديدية طيلة 30 عاما. انتخابات حرة من جهة أخرى، طالبت إيران حليفها الوثيق الرئيس السوري بشار الأسد بإجراء انتخابات حرة والسماح لأحزاب سياسية متعددة بالعمل في البلاد لكنها طالبت في الوقت ذاته "بإتاحة الوقت للأسد لتنفيذ هذه الإصلاحات". وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا إنه "يتعين على السوريين إجراء انتخابات حرة، ويجب أن يكون لديهم الدستور المناسب، ويجب أن يسمحوا لأحزاب سياسية مختلفة بممارسة أنشطتها بحرية في البلاد. وهذا ما وعد به الأسد." وأضاف صالحي الذي تتمتع بلاده بصفة مراقب في الاتحاد الإفريقي "نعتقد أنه يجب إعطاء سوريا خيار الوقت حتى تتمكن بحلول ذلك الوقت من عمل الإصلاحات." لكن صالحي حذر من "أي سيناريو يؤدي إلى حدوث فراغ في السلطة في سوريا" معتبرا أنه "إذا حدث أي فراغ بشكل مفاجئ في سوريا فلا أحد يمكن أن يتوقع النتائج". ومضى الوزير الإيراني يقول "قد تكون عواقب الفراغ أسوأ لأنه ربما تندلع حروب داخلية واشتباكات داخلية بين الناس". وأضاف أنه "يجب أن نتجنب الأسوأ ونعطي فرصة كافية للحكومة السورية للمضي قدما في إصلاحاتها". ومن ناحية أخرى، قال صالحي "إن جزءا من الشعب في سوريا يبحث عن حقوقه المشروعة مثل أي شعب آخر في أي دولة أخرى". واستطرد قائلا "لكننا لا نستطيع أيضا أن ننكر التدخلات الخارجية في سوريا"، مشيرا إلى تقارير عن تهريب أسلحة إلى سوريا من دول مجاورة.