القي المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة كلمة في الذكري الأولي لثورة ال 25 من يناير جاء فيها. شعب مصر العظيم تحتفل مصر وشعبها اليوم بمرور عام علي ثورة ال 25 من يناير التي أسست لبداية عهد جديد لشعب مصر الذي أراد وضحي من اجل حياة كريمة ينعم فيها بالحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.
وأن ما تشهده مصر الآن من تغيرات جذرية هي نتائج تضحيات شعب عظيم وفي هذا اليوم نذكر بكل الفخر والإجلال أرواح شهداء ثورة يناير تحية إجلال لكل شهداء ومصابي الثورة اللذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم الطاهرة في سبيل يوم ترتفع فيه رايات الوطن تخفق بالعزة والشرف، كما نحتفل بانتخاب أول مجلس شعبي بإرادة مصرية حرة عبرت عن توجه شعب مصر العظيم وتطلعاته إلي الحياة الأفضل من خلال انتخابات نزيهة هي ثمرة من ثمار تلك الثورة.
لقد مرت مصر من خلال الفترة الماضية بظروف صعبة ودقيقة أدت إلي قيام الشعب بثورته التي أيدتها القوات المسلحة بموقفها الوطني انطلاقا من مكانتها لدي الشعب ولكونها جزء أصيل منه يرعي مصالح الوطن ويحافظ علي مقدساته.
لقد كان أمام الشعب والقوات المسلحة هدف واضح في أن تصبح مصر دولة ديمقراطية ولم نحرف أبدا عن أهداف الثورة ومطالبها التي تتفق مع أهدافنا ومواقفنا ويأتي انعقاد مجلس الشعب الجديد كأولي الخطوات المهمة علي التحول الديمقراطي، لقد كان الشعب المصري الفيصل والحكم في انتخابات مجلس الشعب التشريعية وأدلى بصوته بحرية ونزاهة في إقبال غير مسبوق إليه، وتوجه بالشكر والتقدير لحرصه علي المشاركة في الانتخابات ولتحمله صعوبات متطلبات هذه المرحلة المهمة من تاريخه الوطني فأثبت انه شعب جدير بالتقدير والاحترام.
وقد حرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أدائه لمهامه على التواصل والتشاور مع مختلف القوى السياسية وشاركتنا المسئولية ثلاث حكومات متتالية لها الشكر والتقدير علي ما تحملوه من مسئولية في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خاصة علي الصعيدين الاقتصادي والأمني، وأشيد هنا بحكومة الإنقاذ الوطني ووجه الشكر للدكتور الجنزوري وحكومته متمنيا لهم التوفيق.
وأضاف بالقول: "إنني علي ثقة أن يكون مجلس الشعب سيكون منبرا حرا للديمقراطية ومعبرا عن طموحات الشعب لمسيرة البناء والتنمية والإصلاح تمهد الطرق للاستفادة من القدرات البشرية الخلاقة وممارسة جميع الحقوق السياسية لجميع إفراد الشعب دون تفرقه وتدعم التنمية الاقتصادية وتتيح فرص العمل المتكافئة وتعلي سيادة القانون.
ان مصر تعي مسئولياتها الدولية والإقليمية وتدرك ما يحيط بها من تحديات وهذا الدور تفرضها عراقة حضارتها وقوة جيشها وأؤكد لكم قدرة مصر علي عدم تفريطها في سيادتها وتحمي أمنها الوقي بكل أبعادة ولا تتهاون مع من يريد زعزعة أمنها ونحن ماضون في حماية مصر وندافع عن مصالحا وملتزمون بأهدافنا العليا التي تقوم علي ثوابت راسخة.
نمد يد الصداقة لجميع دول العالم ونرفع علم مصر ونعلي مكانتها ونحفظ سيادتها وكرامتها، أن ذكري يوم 25 يناير ستظل عيدا للتلاحم بين الشعب وقواته المسلحة التي وقفت إلي جانبه وانحازت إليه تحمي ثورته وتساند ثورات واليوم بعد أن قال الشعب كلمته فأنني قد اتخذت قرارا بإنهاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية إلا في جرائم البلطجة علي أن يسري هذا القرار اعتبرا من صباح ال 25 من يناير 2012.
يا شباب مصر إن مصر تناديكم فأنتم عدتها وعتادها وانتم من فجرتم ثورتها، أدعوكم إلي تأسيس كيان حزبي له دور سياسي يتطلع إليه الشعب ، وان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يؤكد علي دعمه الكامل لكم في هذا المجال حتى تتمكنوا من ممارسة الدور السياسي الذي نتمناه لكم .
رجال الشرطة الأوفياء لقد عبرتم مرحلة حرجة وعدتم إلي مهامكم بفكر جديد يحترم القانون والمواطن وفقكم الله إلي ما فيه خدمة الوطن.
إنني أتوجه إلي قضاة مصر بالشكر والتقدير علي ما يتحملونه من مسئوليات ومهام تؤكد نزاهتهم وصدق ضميرهم مؤكدا أن قضاء مصر الشامخ سيظل دوما قلعة للعدل والحق ، أما انتم يا رجال القوات المسلحة لقد قدمتم صورة مشرفة للعسكرية المصرية حافظتم علي عهدكم وحافظتم علي مصلحة الوطن وعلي الثورة وتحملتم كثير من التحديات ، وعلي كل من اختزل دور القوات المسلحة ومجلسها الأعلى في موقف ما عليه أن يراجع موقفه الوطني .
وفور انتهاء المرحلة الانتقالية سوف تتفرغ القوات المسلحة لدورها في حماية الوطن وهو الدور الذي تحملته علي مر التاريخ بحب وفخر شعب مصر العظيم ، أن الدماء الذكية لشهداء ومصابي الثورة ستظل مصانة في ذاكرة الأمة .
يا أبناء الوطن ضعوا مصر وشعبها في قلوبكم وعقولكم واعملوا علي أن تحقق آمالها وطموحاتها في أن يسود الأمن والأمان ويعم العدل الاجتماعي تحت سماء هذا الوطن العزيز.
حمي الله مصر ورعي شعبها ووفقنا جميعا إلي ما فيه خيرها.