أعلن القائد العام رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي وقف العمل بحالة الطواريء، إلا في مواجهة جرائم البلطجة اعتبارا من صباح غد " الاربعاء" الموافق 25 يناير 2012. ووجه المشير طنطاوي في كلمة له الثلاثاء بمناسبة الذكري الاولي لثورة 25 يناير التحية لشهداء ومصابي الثورة , كما وجه التحية الي رجال الشرطة الاوفياء وقضاة مصر , وطالب كل من اختزل دور القوات المسلحة ومجلسها الاعلي في موقف ان يراجع مواقفه الوطنية . وأكد ان القوات المسلحة ستتفرغ لدورها في حماية الوطن فور انتهاء المرحلة الانتقالية , واشاد بشعب مصر ودوره في الانتخابات , وقال انه ادلي بصوتة بحرية تامة . العودة إلي أعلي نص كلمة المشير بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم شعبُ مصرَ العظيم .. تحتفلُ مصرُ وشعبُها اليومَ بمرورِ عامٍ علي ثورةِ الخامسِ والعشرينَ من يناير التي أسَّستْ لبدايةِ عهدٍ جديدٍ لشعبٍ عظيمْ أرادَ وضحَّي من أجلِ حياةٍ كريمةْ ينعمُ فيها بالحريةِ والعيشِ الكريمِ والعدالةِ الاجتماعية ْ. إنَّ ما تشهدهُ مصرُ الآن من تغييراتٍ جذريةٍ هي نتاجُ تضحياتِ شعبٍ عظيم ْ وفي هذا اليومِ نذكرُ بكلِ الفخرِ والإجلالِ أرواحَ شهداءِ ثورةِ ينايرْ . تحيةَ إجلالٍ وإكبارٍ لشهدائِنا الأبرارِ ومُصابي الثورةْ الذين ضحُّوا بأرواحهِم وأجسادِهم الطاهرةِ في سبيلِ يومٍ ترتفعُ فيه راياتُ الوطنْ تخفقُ بالعزةِ والشرفِ والإباءْ . كما نحتفلُ بإنتخابِ أولِ مجلسِ شعبٍ بإرادةٍ مصريةٍ حُرَّةْ عبَّرت عن توجُّه شعبِ مصرَ العظيمِ وتطلُّعاتهِ إلي الحياةِ الأفضلْ من خلالِ انتخاباتٍ نزيهةٍ هي ثمرةٌ من ثمارِ تلك الثورة . لقد مرًّتْ مصرُ خلالَ الفترةِ الماضيةِ بظروفٍ صعبةٍ ودقيقةْ أدًّتْ إلي قيامِ الشعبِ بثورته ْ التي أيًّدتهَا القواتُ المسلحةُ بموقفِها الوطنيّْ انطلاقاً من مكانتِها لدي الشًّعبْ ولِكَونِها جزءٌ أصيلٌ منهُ يرعي مصالحَ الوطنْ ويحافظُ علي مُقدًّساته ْ . لقد كان أمامَ الشعبِ وقواتهِ المسلحةِ هدفٌ واضحْ في أن تُصبحَ مصرُ دولةً ديمقراطيةْ / لم نَحِدْ أبداً عن أهدافِ الثورة / التي تتفقُ مع أهدافِنا ومواقفِنا / ويأتي انعقادُ مجلسِ الشعبِ الجديدْ / كأُولي الخُطواتِ المُهمةَ علي طريقِ التحولِ الديمقراطيّْ . لقد كان شعبُ مصرَ الفيصلَ والحكمَ في انتخاباتِ مجلسِ الشعبِ التشريعيَّة / وأدْلي بصوتهِ بحريةٍ كاملة / ونزاهةٍ تامةٍ في إقبالٍ غيرِ مسبوقْ / وإليهِ أتوجًّهُ بالشكرِ والتقديرْ / لحرصهِ علي المشاركةِ الإيجابيةِ في هذه الانتخاباتْ / ولتحمُّلهِ أعباءَ وصعوباتِ ومتطلًّباتِ هذه المرحلةِ من تاريخهِ الوطنيّْ / فأثبتَ أنهُ شعبٌ جديرٌ بالتقديرِ والاحترامْ . لقد حرصَ المجلسُ الأعلي للقواتِ المسلحةِ في أدائهِ لمهامهِ علي التواصُلِ والتشاورِ مع مُختلفِ القُوي السياسيةْ / وجميعِ طوائفِ الشعبِ ومع شبابِ الثورةْ / وشاركَتْنا المسئوليةَ ثلاثُ حكوماتٍ مُتتاليةْ / أُقدِّمُ لرؤسائِها ووزرائِها الشكرَ والتقديرْ / علي ما تحمَّلوهُ من مسئوليةٍ في ظلِّ الظروفِ الصعبةِ التي مرَّتْ بها البلادْ / خاصةً علي الصعيدينِ الاقتصاديِّ والأمنيّْ . وأُشيرُ هنا إلي أنَّ حكومةَ الإنقاذِ الوطنيّْ / التي تتولَّي المسئوليةَ في هذه المرحلةِ مُحمَّلةً بأعباءٍ جسامْ / وأوجِّهُ الشكرَ إلي الدكتور / كمال الجنزوري رئيس مجلسِ الوزراء وأعضاء الوزارةْ / علي ما قامُوا بهِ من جهدٍ مُتمنياً لهم التوفيقَ فيما يحملونهُ من مهامٍ ومسئوليات ْ. إنني لَعلي ثقةٍ من أن مجلسَ الشعبِ سوف يكونُ مِنبراً حُرًا للديمقراطيةْ / وحِصناً دُستورياً يُعبِّرُ عن إرادةِ الشعبِ وأهدافهِ ومصالحهِ العُلياْ / حتي تتواصلَ مسيرةُ العطاءِ والبناءِ والتنميةِ بجميع أبعادِها ومجالاتِها / وحتي يتعزَّزَ الإصلاحُ الديمقراطيّْ / الذي يُقيمُ منظومةً تشريعيةً ودستوريةً حديثةْ / تُمهدُ الطريقَ أمامَ إصلاحاتٍ تُحققُ الاستفادةَ من القدراتِ البشريةِ الخلاقةِ والإبداعيةِ لشعبِ مصرْ / وتؤكدُ إمكاناتِ ممارسةِ الحقوقِ السياسيةِ والوطنيةِ لجمُوعِ الشعبْ / دون تفرقةٍ أو تمييزْ / وتدعمُ التنميةَ الاقتصاديةَ الشاملةْ / التي تؤكدُ العدلَ الاجتماعيّْ / وترفعُ عن كاهلِ الشعبِ كلًّ أسبابِ المُعاناة ْ/ وتُتيحُ لأبنائهِ فُرصَ العملِ المتكافئةِ وتصونُ الحقوقَ والواجباتْ / وتُعلي سيادةَ القانونْ . إنَّ مصرَ تَعِي مسئولياتِها الإقليميةِ والدوليةْ / وتدركُ ما يحيطُ بها من مخاطرَ وصعابٍ وتحدياتْ / ودورُ مصرَ الإقليميِّ والدوليِّ تفرضهُ مكانتُها ورسوخُ مؤسَّساتها الوطنيةِ والدُستوريةْ / وعراقةُ حضارتِها وثقافتِها وقوةُ جيشِها وأصالةُ شعبِها . وأؤكدُ لكم قدرةَ مصرَ علي مُواجهةِ هذه التحدياتِ والصعابِ والمخاطرْ / بجيشٍ يحميها وشعبٍ عريقٍ قادرٍ علي صُنعِ التاريخْ / لا تُفرِّطُ في سيادتِها واستقلالِ إرادتها / ولا تقبلُ شروطاً أو إملاءاتٍ تنالُ من كرامتِها وحُريتِها . تحمي أمنَها القوميِّ وأبعادَهُ المُتعددةْ / ولا تتَهاونُ مع من يحاولُ زعزعةَ أمنِها واستقرارِها أو يَمسُ وحدةَ شعبِها ويحاولُ الوقيعةَ بين أبناءِ الشعبْ . إن مصرَ ماضيةٌ في تحمُّلِ مسئولياتِها الإقليميةِ والدوليةْ . تُدافعُ عن قضايا أمَّتِها وتحمي أمنَها القوميْ / وتدافعُ عن مصالحها / ملتزمُون بالأهدافِ الوطنيةِ العُليا ومصالِحنا الإستراتيجيةْ / التي تقومُ علي ثوابت راسخةٍ تُؤَمِّنُ مصالحَناْ / وتخدمُ أهدافَنا من خلالِ علاقاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ تحترمُ سيادتَنا / وتحفظُ حقوقناَ ومصالِحناَ الحيويةْ / ونسعي لتحقيقِ هذهِ المصالحِ بمنظورٍ شاملٍ يمتدُّ إلي قضايا مِنطقتِنا وعلاقتنا الدوليةْ / كما أننا ملتزمُون بمعاهداتِنا واتفاقياتِنا الدوليةْ / ونَمُدُّ يدَ الصداقةِ والتعاونِ لجميعِ دولِ العالمْ / نرفعُ علمَ مصرَ ونُعلِي مكانتَها / ونحفظُ سيادتَها ونصونُ عزتَها وكرامتَها . إن ذكري يومِ الخامسِ والعشرينَ من يناير / ستظلُ عيداً للتلاحمِ بين الشعبِ وقواتهِ المسلحةْ / التي وقَفتْ إلي جانبهِ وانحازتْ إليه / تحمي ثورتَهُ وتساندُ ثُوارهُ . واليومَ وبعد أن قالَ الشعبُ كلمتَهُ واختارَ نوابهُ في مجلسِ الشعبْ / ليتولُّوا مسئولياتِهم التشريعيَّةِ والرقابيَّةْ / فإنني قد اتخذتُ قرارًا بإنهاءِ حالةِ الطواريءِ في جميعِ أنحاءِ الجمهوريةْ / إلا في مُواجهةِ جرائمِ البلطجةْ / علي أن يَسْرِي هذا القرارُ اعتبارًا من صباحِ يومِ الخامسِ والعشرينَ من يناير لعام 2012 . شعبُ مصرَ العظيم .. إن مصرَ أرضُ الحضاراتِ والتاريخْ / ولقد أعادَ شعبُها صياغةَ هذا التاريخِ بثورةٍ وطنيةْ / وحفاظهِ علي سلامةِ ووحدةِ الوطنْ / رغم كافةِ التحدياتِ والصعابِ التي واجَهتْنَا / وكان علي مُستوي المسئوليةِ يومَ أن توجهَ إلي صناديقِ الاقتراعْ / لاختيارِ مُمَثليهِ في مجلسِ الشعبْ / وأكدَ توجههُ الوطنيِّ الصادقْ / وإليه أتوجهُ بالشكرِ والتقديرِ علي هذا الانجازِ العظيم . يا شبابَ مصر .. إن مصرَ تُناديكُمْ / فأنتم عُدتُها وعُتادُها وأنتُم من فجَّرتُم ثورتَها / وأدعُوكم إلي تأسيسِ كيانٍ حزبيٍ له دورٌ سياسيٌ يتطلعُ إليه الشعبْ / وأن المجلسَ الأعلي للقواتِ المسلحةْ / يؤكدُ علي دعمهِ الكاملِ لكم في هذا المجالْ / حتي تَتمكنُوا من مُمَارسةِ الدور السياسيِّ الذي نتَمناهُ لكم . يا رجالَ الشرطةِ الأوفياءْ .. لقد عبَرتُم مرحلةً حَرِجَةْ / وعُدْتُم إلي مهامِكُم بفكرٍ جديدْ / يحترمُ القانونَ والمواطن .. وفقكم الله إلي ما فيهِ خدمةُ الوطنْ . إنني أتوجهُ إلي قُضَاةِ مصرَ بالشكرِ والتَّقدير / علي ما يتحملُونهُ من مسئولياتٍ و مهامْ / تؤكدُ نزاهتَهُم وصِدقَ ضميرِهمْ / مُؤكدًا أن قضاءَ مصرَ الشامخِ سيظلُ دَوْمَاً قلعةً للعدِل والحقّْ . أمَّا أنتم يا أبنائِي رجالَ القواتِ المسلحةْ / لقد قدَّمتُم صورةً مُشرِّفةً للعسكريةِ المصريةْ / حافظتُم علي عهدِكم / وضَعتُم المصلحةَ العُليا للوطنِ فوقَ كُلِ اعتبارْ / حافظتُم علي الثورةْ / وفَّرْتُم الحمايةَ لأهلِكُم من شعبِ مصرْ / تَعرَّضتُم للكثيرِ من التحديَاتْ / وهذا عهدُ مصرَ بكُم / وثقةُ الشعبِ في أدائكُم / ومن المُؤكَّد .. أنَّ كلَّ من اختزلَ دورَ القواتِ المسلحةِ ومجلسِها الأعلي في موقفٍ ما / فعليهِ أن يُراجعَ موقفهُ الوطنيّْ / وفورَ انتهاءِ المرحلةِ الانتقاليةْ / سوف تتفرَّغُ القواتُ المسلحةُ لدورِها في حمايةِ الوطنْ / وهو الدورُ الذي تحمَّلتهُ علي مرِّ التاريخْ / يملؤُها العزةُ والفِخَارْ / ويُحيطُ بها تقديرُ واحترامُ شعبِ مصرَ العظيمْ . إنَّ الدماءَ الذكيةَ لشهداءِ ومُصابي الثورةْ / ستظلُ مُصَانةً في ذاكرةِ هذهِ الأُمَّةْ . يا أبناءَ الوطن .. ضعُوا مصرَ وشعبهَا في قلوبِكُم وعقولِكُم وأفئدتِكُم ... واعملُوا علي تحقيقِ آمالِها وطمُوحاتِها في أن يسودَ الأمنُ والأمان ، ويَعُمَّ العدلُ الاجتماعيٌّ تحتَ سماءِ هذا الوطنِ العزيزْ . حَمي اللهُ مصرَ ورعَي شعبَها ووفَّقنا جميعاً إلي ما فيهِ خيرِهْ .