أكد الكاتب الصحفي والخبير الاقتصادي الزراعي الدكتور محمود عماره أنه لا يرفض أن يتولى وزارة الزراعة ، ولكنه راغب فى العمل بحرية وليس وفقا للبيروقراطية التي تحجم من دور الوزير وصلاحياته وتسلبه أي طاقة إبداعيه. وأشار عماره ، خلال لقائه عبر برنامج " صباحك يا مصر " على قناة "دريم" اليوم السبت ، انه لا سبيل للنهضة بالدولة المصرية إلا ب " زراعة ما نأكله " ، مستنكرا استيراد نحو من 62% من الغذاء ، رغم أن مصر معروفة بالزراعة منذ الفراعنة، وتمتلك كل هذه المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية .
وأبدى عماره استغرابه من الذين يهاجمون الثورة ويحملونها حالة التردي الإقتصادى ،قائلا: "النظام الفاسد الذي ظل يحكم مصر طوال 30 عاما هو السبب فى المر الذي نذوقه الآن وليس الثورة التي عمرها 12 شهر" ، مشيرا إلى أن الصادرات المصرية قد ارتفعت عن العام السابق ، كما زادت التحويلات المصريين من الخارج إلا أن البعض لم يشعر بذلك لأن هناك عدد من معدومي الضمير قد هربوا أموالهم للخارج.
وأوضح عماره أن على الدولة المصرية أن تنمى مواردها وتبحث عن سبل لدفع اقتصادها للأمام بعيدا عن الاقتراض ، واضعا عدة أفكار مثل إنشاء شركة محمول رابعة وطرح أسهم فى الخارج والداخل ، او إنشاء مدينة مصرية متكاملة للمصريين في الخارج مع تقديم تسهيلات وهذا ما سيوفر لمصر سبل كبيرة لجلب الأموال.
وأضاف أنه هناك دراسات علمية ، تؤكد أن مصر لو تخلت عن دور الغفير الذى يراقب القناة ويحصل أجر زهيد من 4 إلى 5 مليارات جنيه فى السنة ، واستبدلنا ذلك بمركز خدمات يستطيع تحقيق 21 مليار دولار فى السنة، ولو قمنا بعمل تنمية تجارية اقتصادية سياحية شاملة فى قناة السويس سنحقق دخل سنوي كبير مثل سنغافوره و دبى.
و شدد عماره على ضرورة الإستعانه بأهل الخبرة والتنقيب عن الموهوبين الذين يملكون عقليات واعية تستطيع أن تواكب العصر ومقتضياته، وقال : نحن لا ينقصنا العلماء ولكن ينقصنا توظيفهم ، مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يتم الآن قبل استقرار الأمور ومجيء رئيس جمهورية بعد ستة أشهر.
وأقترح عماره تشكيل ائتلاف او مجلس يضم غالب مرشحي الرئاسة للاستفادة من خبرات وميزات كل واحدة منهم خاصة فى هذه المرحلة الحساسة التى نريد فيها بناء مصر إلا أنه استبعد إمكانية تحقيق ذلك لأنه لا توجد إرادة لفعل ذلك.
وانتقد عمارة فكرة " الخندقة " خلف الأفكار وقال "يجب أن تتحاور جميع الفصائل والقوى السياسية "، مؤكدا وجود رموز وعقول منفتحة على استعداد للتحاور والنقاش داخل فصائل الإسلام السياسي.
ولفت عماره إلى ضرورة وضع خطة لتنمية مصر ورصد الأولويات وتحديدها ورسم الخرائط التى تصل بنا إلى ما نأمله مع الإستفاده من تجارب الآخرين والتوظيف الأمثل للامكانيات والموارد والمناخ.