الكويت - أ ش أ: اكد عدد من الباحثين ان مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا اساسيا في احداث الربيع العربي التي شهدها عام 2011 ، حيث استخدمها مواطنو تلك الدول لتوحيد كلماتهم وصفوفهم وتقريب وجهات النظر التي يعملون تحتها ، الامر الذي ادى الى اسقاط الأنظمة الاستبدادية. وفي الكويت شهد موقع "تويتر" ارتفاعا ملحوظا في زيادة اعداد مستخدميه حيث تتوقع الاحصائيات ان مشتركي الموقع في الكويت بلغ 100 الف مستخدم تقريبا ، ويرى المراقبون ان اغلب المشاركات او المحفزات التي ساهمت في الوصول لهذا العدد في الكويت هو الاحداث الاخيرة التي شهدتها المنطقة والكويت بشكل خاص . ولوحظ تفاعل كبير من قبل المواطنين مع الاحداث التي تشهدها البلاد بل ان بعض تلك التجمعات والاعتصامات وغيرها كانت انطلاقتها من خلال " تويتر " حيث كان المستخدمون يبلغون عن اماكن التجمعات ومواقيتها ويقومون بنقل اخبار وصور تلك التجمعات عبر الموقع ليصل لأكبر عدد ممكن من المواطنين.
وتسود الكويت حمى شديدة ورغبه عارمة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ، حيث رصد موقع إحصاءات الإنترنت العالمية الإلكتروني 822 ألف مستخدم ل " الفيس بوك " في الكويت حتى يونيو 2011 ، وتعد بحسب تقرير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي من الدول الخمس الأولى في استخدام الفيس بوك (الامارات، قطر، الكويت،البحرين، لبنان). ويكشف التقرير عن أن أعمار مستخدمي هذه الشبكات تراوح بين 15 -29 ويشكلون 70 في المئة من إجمالي المتواصلين إلكترونيا .
ويرى المراقبون ان الاقبال الشديد من قبل الكويتيين على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي " تويتر " على وجه الخصوص ومع قوة الخطاب السياسي للمواطن من خلاله ، جعل الكثيرين يتوقعون ان يلعب " تويتر" دورا حاسما في عملية المفاضلة بين المرشحين وتحديد القرار النهائي في عملية التصويت ، الأمر الذي دفع البعض تسمية الانتخابات المقبلة بالانتخابات التويترية فمنذ ظهور انباء حول حل مجلس الامة تم انشاء العديد من القنوات او ما يسمى ب "الهاشتاقات " في تويتر وتجاوز عدد التعليقات الملايين تنوعت ما بين اخبار مرشحين وتوقعات التصويت وابرز ما يقال حول الانتخابات.
ولم يعد من المنطقي اليوم أن يخوض أي مرشح الانتخابات البرلمانية المقبلة من دون أن يكون له حساب رسمي على موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" ، بعد ان فرض نفسه كعنصر انتخابي أساسي ، منذ حلّ مجلس الأمة حتى الثاني من فبراير القادم ، بل إن كثيرا من المرشحين استبقوا الأحداث بنشاط ملحوظ علي تويتر خلال الأشهر القليلة الماضية . ومع حلّ مجلس الأمة، بدأ بعض المرشحين إعلان أنفسهم للناخبين عن طريق تويتر ، للتواصل مع مرشحيهم ووضع سيرهم الذاتية والاعلان عن برامجهم الانتخابية . بالاضافة الى الاعلان عن مواعيد ظهورهم في التلفاز او مقابلاتهم الصحفية والدعوة لندواتهم الانتخابية ، كما بادر بعض المرشحين إلى إنشاء حسابات جديدة خاصة بحملاتهم لانتخابات مجلس الأمة 2012 منفصلة تماما عن حسابهم الشخصي ، وهم في هذه الحالة يكسبون مصداقية أعلى ، يمنحون ناخبيهم فرصة التواصل الفوري مع أحد القائمين على الحملة من دون حواجز أو عراقيل ، فعادة ما يكون المسئول عن حساب المرشح في تويتر بيد رئيس اللجنة الإعلامية ، أو أحد أهم العاملين معه ، والذي يكون على اتصال مباشر وفوري 24 ساعة يوميا مع المرشح.
وبادر بعض المغردين " المجهولين " إلى إنشاء حسابات خاصة تتعلق بالانتخابات ، فمنهم من أسس حسابا للحديث بصورة عامة عن الانتخابات ، ومنهم من اعتبره اداه لكشف حقائق بعض المرشحين وكشف الأسرار ، وتخصص بدائرة ما على حدة ، او ادعى قربه من أصحاب القرار ، لكن المؤكد أن جميع هذه الحسابات لدى أصحابها أجندات خاصة يسعون من خلالها إلى خدمة مرشح ، أو جهة ما في الانتخابات المقبلة .
وتعد هذه الحسابات أرضا خصبة لبث الشائعات لأي غرض كان ، ويرى المراقبون ان دور " تويتر" لن يتوقف عند هذا الحد بل سيساهم في تخفيض ميزانيات العديد من المرشحين الذين من المتوقع ان يخفضوا اعلاناتهم الانتخابية في وسائل الاعلام التقليدية كالقنوات التلفزيونية والصحف مقابل انشاء حساباتها الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي . كما سيأخذ موضوع التغريد من ميزانية المرشحين الواعين لمسألة التواصل الإلكتروني جزءا لابأس به ، إما بالاتفاق مع مغردين نشطين في الساحة أو بالاعتماد على متعهدين تجاريين للقيام بهذه المهمة ، وفي الغالب .
وسيأخذ اعتماد المرشحين على مغردين منغمسين في هذه الهواية شكلين ، أولهما علاقة مادية بحتة بمعنى أن يكون المغرد مجرد موصل لأي رسالة يريدها المرشح حتى لو خالفت مبادئه ، اوا أن تكون العلاقة مادية مبدئية ، بمعنى أن يكون المغرد على تناغم سياسي مع المرشح فيغرد بقناعة ويقبض بالمقابل .
واكد الاستاذ في كلية الاعلام بجامعة الكويت الدكتور عيسى النشمي ان استخدام هذه المواقع الاجتماعية صنع فضاء اعلاميا واسعا دون التقيد بما يقدمه الاعلام التقليدي من صحف وتليفزيون واذاعة والتي كانت لا تتوفر لجميع الاشخاص بالمقدار نفسه . واضاف ان تأثير الاعلام الالكتروني يكون اكبر في المجتمعات الصغيرة مثل المجتمع الكويتي حيث يتم تداول الخبر المتعلق بالمرشح ورأيه في حدث ما بسرعة كبيرة بسبب الترابط الاجتماعي الكبير في المجتمع . ودعا المرشحين الى التنويع في استخدام المواقع للتواصل مع الناخبين حيث يفضل بعض الأشخاص موقع (فيس بوك) لانه يتيح لهم التعرف الى افكار مرشحهم بشكل مستفيض فيما يرغب اخرون باخذ نبذة مختصرة لتلك الاراء عن طريق موقع (تويتر) في حين يرى اخرون ان موقع (يوتيوب) مصدرهم المفضل فيما يرغب بعضهم الاخربمتابعة المدونات .