أكد عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة العامة للعاملين بالنسيج على انه لا سبيل لحل مشكلة صناعة النسيج فى مصر إلا بالقضاء على مشكلات المادة الخام " القطن " ، مؤكدا على ضرورة تقديم دعم حقيقي وملموس للفلاح المصري حتى نحصل على قطن جيد يؤهلنا للمنافسة . وطالب ، عبر برنامج " صباح الخير يا مصر " اليوم الاربعاء ، الحكومة المصرية بأن تتخذ من الهند وتركيا واندونيسيا نموذجا حيث أنهم من الأمثلة التي تحوز على التقدير فى مجال تقديم الدعم للبنية التحتية فى تشغيل المصانع . وأشار إبراهيم إلى وجود أبحاث و تجارب أجريت منذ منتصف الثمانينات لزرع قطن قصير التيلة لإنتاج كمية كبيرة بتكاليف قليلة لكن الأبحاث تم تجاهلها ولم يتم تفعيل العمل بمقتضاها ، مؤكدا على أن هذا الأمر سيشجع الفلاح على زراعة القطن لأنه سيحقق عائد مادي معقول للفلاح ينعكس على حركة الصناعة ككل.
وعن صناعة الغزل والنسيج فى الفترة الأخيرة، شدد إبراهيم على أن هذه الصناعة الوطنية قد تم تدميرها بفعل عدد من رجال الأعمال التابعين للنظام السابق الذين سيطروا عليها ثم بدأوا فى إفشالها لحساب صناعتهم الرئيسية وهى " الملابس " التي لا تعتمد على القماش المستورد بالإضافة إلى أنها لا تعتبر صناعة ثقيلة ولا تساهم فى حل مشاكل البطالة بالقدر الكافي .
وأضاف أن صناعة الملابس على مدار الثلاث سنوات الماضية حصلت على نحو 3.1 مليار ذهبت لصالح سبعة أشخاص فقط ، فى حين أن صناعة هامة كالنسيج لم تتلقى إلا نحو على 900 مليون جنية .
وشدد إبراهيم على ضرورة تطهير " إتحاد الصناعات " من رجال لجنة السياسات فى الحزب الوطنى المنحل ، مطالبا كممثل للعاملين بقطاع النسيج بمحاسبة أولئك الذين يعملون على هدم هذه الصناعة التى بناها الزعيمان طلعت حرب و جمال عبد الناصر، مشيرا إلى أن المحلة كانت نموذجا يحتذي به فى العالم كله ، لكنها فى الفترة الماضية أصابها الفساد وتدهورت أحوالها بشكل يدعو للحسرة والحزن . ونبه إبراهيم إلى أن هناك مخطط لتدمير الصناعة بالوطن العربى خاصة صناعة النسيج ،مشيرا إلى تدمير هذه الصناعة فى المغرب وتونس والأردن ولم يبق من الدول العربية فى هذا المجال سوى مصر وسوريا ويجرى الآن تدمير هذه الصناعة بهاتين الدولتين.