في خطوة غير مسبوقة، افتتحت وكالة "أسوشيتيد برس" للأخبار مكتبا صحفيا لها في كوريا الشمالية، مثيرة علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كانت وكالة أنباء غربية ذات معايير صحفية قوية ستكون قادرة على العمل بشكل فعال في أحد المجتمعات الأكثر انغلاقا وقمعا في العالم من وجهة نظر الغرب. وقد استغرق التوصل إلى اتفاق بين الوكالة وحكومة كوريا الشمالية عاما تقريبا لوضع اللمسات الأخيرة لفتح مكتب صحفي في العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج.. كللها عقد مراسم افتتاح المكتب اليوم الاثنين في مقر وكالة الأنباء التي تديرها الدولة في كوريا الشمالية، التي يوجد بها المكتب.
وأشارت الوكالة، وفقا لما أوردته شبكة صوت أمريكا، إلى أن مكتبها سيضم مراسلا ومصورا صحفيا من أبناء كوريا الشمالية تحت إشراف اثنين من الأمريكيين اللذين سيقومان برحلات متكررة إلى بيونج يانج.
ومن جانبه قال رئيس وكالة الأنباء المركزية الكورية "كيم بيونج هو" خلال الاحتفال إن الوكالة وعدت بالكتابة عن كوريا الشمالية بشكل منصف ومتوازن ودقيق، مشيرا إلى أنه تم منح الوكالة إذنا لتوسيع نطاق عملها في كوريا الشمالية رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة التي يوجد بها مقر الوكالة الإخبارية التي تعمل منذ 165 عاما.
وفي نفس السياق، قالت المحررة التنفيذية كاثلين كارول إن وكالة أسوشييتد برس في كوريا الشمالية ستلتزم بنفس المعايير والممارسات التي تطبقها في جميع مكاتبها في جميع أنحاء العالم.. مشيرة إلى أنه لا توجد حكومة في العالم تقرأ أحيانا خبرا أو موضوعا أو ترى صورة أو فيديو للوكالة إلا ويكون لها رأي فيه وقد لا تتفق معه.. وقالت: "لدينا محادثات بهذا الشكل طوال الوقت، ولا أتوقع أن الأمر سيكون مختلفا عند حدوثه".
ويأتي الافتتاح الرسمي للمكتب بعد شهر من وفاة زعيم كوريا الشمالية وخلافته من قبل ابنه الثالث "كيم جونج إيل" وهو في العشرينيات من عمره لتمرير السلطة في بيونج يانج إلى جيل ثالث من الأسرة.
وقد رفضت وزارة توحيد الكوريتين في كوريا الجنوبية، في ظل علاقات دبلوماسية متوقفة مع كوريا الشمالية بعد حرب دون جدوى في أوائل الخمسينات، التعليق على نبأ افتتاح مكتب الوكالة في بيونج يانج التي يوجد بها مكتب فيديو صغيرة للوكالة يعمل فيه موظفون من كوريا الشمالية منذ عام 2006.. في حين يوجد للوكالة مكتب في كوريا الجنوبية منذ عقود عديدة.