لندن: واصل مجموعة من علماء الفلك البريطانيون الدفاع عن قانون جرينتش وإقامة احتجاجات كثيرة ضد القرار الدولى المقرر إصداره لإلغاء توقيت جرينتش والانتقال إلى التوقيت الذري بدلاً منه، وذلك من خلال اجتماع الاتحاد الدولي للإتصالات الذي سيعقد في جنيف الأسبوع المقبل وسيمثله 190 دولة للتصويت على استخدام الوقت الذري ووقف نظام جرينتش. وجاءت فكرة إلغاء توقيت جرينتش واستخدام التوقيت الذري لتقليل الحاجة إلى نظام "الثانية الكبيسة" التي تضاف إلى أنظمة ضبط الوقت العالمية كل بضع سنوات لضمان التزامن مع دوران الأرض بصورة منضبطة فهى وحدة ثمينة توظف لتصحيح قياس الزمن توافقاً مع حركة الأرض الكونية، وعند استخدام التوقيت الذري سيتحرك الزمن دقيقة واحدة كل 80 عاماً. وسبب حدوث "الثانية الكبيسة" يرجع إلى أنه غالبا ما يتكون اليوم من 86400 ثانية أي ما يعادل 60 ثانية في الدقيقة الواحدة لكن يحدث أحياناً أن تتكون الدقيقة الأخيرة في اليوم من 59 ثانية أي 86399 ثانية لليوم الواحد أو من 61 ثانية أي 86401 ثانية لليوم الواحد. وقال الباحثون إن تغيير نظام جرينتش ممكن أن يقطع الصلة بين توقيت زماننا الحالي وبين شروق وغروب الشمس مما يؤدى إلى الانحراف تدريجياً بعيداً عن توقيت جرينتش بخلاف المشكلة الأساسية في عدم انتظام دوران الأرض وبطء حركة الدوران كل ألفي ثانية يومياً، مشيرين إلى أن التوقيت الذري الذي يقيس طول الثانية بدقة على أساس ردود فعل ذرات السيزيوم المختلفة غير متناسب مع نظام التوقيت الفلكي، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأضافوا أن تغيير توقيت جرينتش الذي استقرت عليه الحياة منذ 400 عام مضى سيؤدي إلى ارتباك شديد لا داعي له لأن خط جرينتش هو خط أصيل وأساسي لكل الأنظمة الميقاتية والمكانية، مؤكدين على إصرارهم الشديد على الحفاظ على هذا التوقيت العالمي التقليدي لضبط الوقت، حيث أن إضافة "ثانية كبيسة" لا يعد شيئاً مقارنة مع صعوبة إضافة دقائق أو ساعات إضافية التي من شأنها ستؤدي إلى إنحراف تدريجي في الوقت الفلكي. وبدأ العلماء في توظيف وحدة الثانية الكبيسة منذ عام 1972 بوصفها حلاً وسطاً لضبط الزمن وقياسه، واستخدمت خلال تاريخها القصير، 21 مرة ، وتوجد حالياً آليتان متميزتان لقياس الزمن، قياس الزمن المطلق الذي تنفذه الساعات الذرية عالية الدقة، وقياس الزمن اليومي الذي يستند إلى دوران الأرض (الزمن الشمسي) والذي يطلق عليه اسم التوقيت العالمي المنسق َّ(يو تي سي).