دبي: صنفت دراسة جديدة دول الخليج العربي إضافة إلى الأردن، كأسواق «انتقالية»، ومصر كسوق «ناشئة» في مجال صفقات الاندماج والتملك على مستوى الشركات ، في الوقت الذي تعد فيه آسيا وضمنها كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج ، كمنطقة واعدة لهذه الصفقات. وقد رسمت الدراسة التي صدرت عن مركز الدمج والتملك «كاس مارك» في كلية الأعمال البريطانية «كاس بيزنس سكول» التابعة ل «جامعة سيتي» في لندن، احد أكبر 10 كليات أعمال في بريطانيا في الأعمال والإدارة والبحوث المالية ، صورة دقيقة للسوق العالمية، تصنّف مدى نضج 175 بلداً في نشاط الدمج والتملك، وفقاً لبيئاتها التنظيمية والاقتصادية والسياسية والتقنية والاجتماعية والثقافية. وصنفت الدراسة التي أوردتها صحيفة "الحياة" اللندنية منطقة الشرق الأوسط كمنطقة تقع في الوسط في مرحلة التطوير الانتقالي»، وهي على قدم المساواة مع الأسواق الانتقالية الأخرى مثل أميركا اللاتينية ووسط أوروبا وشرقها ، وقد تصدرت دول متقدمة كبريطانيا والولايات المتحدة واليابان، هذه التصنيفات . ويعتبر مؤشر «كاس مارك» لقياس نضج الأسواق في هذا المجال، وهو برعاية شركة «إرنست ويونج» للمحاسبة والتدقيق وشركة «آلن وأوفري»، وبنك «كريديه سويس» وشركة «مرجر ماركت»، الأول من نوعه. ويضم مُعامل ارتباط مع نشاط الدمج والتملك بمعدل 0.81 نقطة (يمثل مستوى 1.0 نقطة معامل ارتباط «مثالياً»، ولا يمثل الرقم صفر أي ارتباط)، أي أكثر من ضعف معدل «مؤشر حماية المستثمرين» التابع لمجموعة البنك الدولي، الذي يضم مُعامل ارتباط بمعدل 0.30 نقطة فقط. وأقر المؤشر بأن منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية متزايدة من المستثمرين، على رغم أن معدل تصنيفها الإقليمي يبلغ 2.8 نقطة، ويبيّن ضرورة القيام بمشاريع تطويرية لتصبح المنطقة «ناضجة» في أنشطة الاندماج والتملك على مستوى الأسواق الداخلية والخارجية. وقال رئيس خدمات استشارات الصفقات في شركة «إرنست آند يونج» في الشرق الأوسط وأفريقيا فل جاندير ان أداء نشاط الاندماج والتملك على مستوى الشركات أظهر تنامي شهية المستثمرين لعقد صفقات . وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط تمضي قدماً في تطورها واجتياز المرحلة الانتقالية السريعة النمو، على رغم حاجتها إلى مزيد من الاستثمارات في التقنية والبنية التحتية المالية . وأضاف أنه مع تسجيل المنطقة معدل تصنيف بلغ في المتوسط 2.8 نقطة، فقد شهدت أسواق الدمج والتملك، الجديدة نسبياً تطوراً سريعاً خلال الأعوام الخمسة الماضية، مقارنة بالأسواق الناضجة. وأشارت الدراسة إلي إن تصنيف الإمارات جاء في المرتبة 29، عبر تسجيلها معدلاً عاماً مرتفعاً قدره 2.2 نقطة، ما يعكس «نضجها نسبياً» وارتفاع مستوى استقرارها السياسي ، حيث سجلت معدل 1.3 نقطة بالنسبة لبيئتها السياسية (قريبة من متوسط معدل السوق «الناضجة» البالغ 1.1 نقطة)، كما صنّف المؤشر الإمارات كسوق «انتقالية»، إلا أنه توقع أن تبلغ مرحلة «النضج» مع توقع صدور تقرير المؤشر العام المقبل. وأشارت الدراسة إلى تحقيق السعودية وقطر والبحرين وعُمان والكويت مستويات مماثلة تتراوح بين 2.6 نقطة و2.9 نقطة، وصنفت كأسواق «انتقالية تتمتع بمقومات النمو». وأكدت الدراسة إن هذه الأسواق، التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للشركات الأجنبية، بدأت تصبح أكثر نشاطاً في سوق الدمج العالمية . وكان تقرير قد أشار في نهاية الشهر الماضي إلي إن المنطقة العربية شهدت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) ، اتفاقات على 22 صفقة اندماج واستحواذ بلغت قيمتها 14.7 مليار دولار. وأفاد للتقرير الذي أصدرته مؤسسة «كابيتال لينك جلوب» المتخصصة في مجال صفقات الاندماج والاستحواذ ، إن قطاع الاتصالات قد حظي بنصيب الأسد في هذه الصفقات، وبلغت مثلاً صفقة «فيمبلكوم» الروسية مع «ويزر انفستمنت» الإيطالية، المالكة ل «أوراسكوم تيليكوم» القابضة، نحو 6.6 مليار دولار، إضافة إلى حصول مساهمي «ويزر» على 20 % من أسهم «فيمبلكوم» ، وتلاه قطاع الاستثمار العقاري الذي تتصدره صفقة تملك «الواحة كابيتال» الإماراتية 20 % من «إركاب» الهولندية بقيمة 3.8 مليار دولار.