القدس المحتلة: ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الثلاثاء ان الاممالمتحدة دعت جيش الاحتلال الاسرائيلي الى التحقيق في حوادث اطلاق النار التي تستهدف الاطفال الفلسطينيين. وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير تحت عنوان "جنود إسرائيليون يطلقون النار على أطفال كانوا يجمعون الحصى على الحدود مع غزة" ان جيش الاحتلال يجب ان يحقق في اطلاق نار على 12 طفلا فلسطينيا مؤخرا. واشار التقرير الى ان عناصر من جيش الاحتلال اطلقوا النار على الأطفال الفلسطينيين بينما كانوا يجمعون الحصى في مسعى منهم لمساعدة اسرهم الفقيرة لتأمين دخل جديد من مهنة اخترعوها كنوع من الالتفاف على العوز والفقر المدقع الذي رماهم فيه الحصار الاسرائيلي للقطاع منذ نحو ثلاثة أعوام. ويضيف القرير قائلا: "ان الأطفال، وبينهم اثنان دون سن الخامسة عشرة من العمر، أُصيبوا بنيران الجيش الاسرائيلي أثناء انشغالهم بجمع الحصى بغرض بيعها لمصانع الإسمنت التي تسعى جاهدة لتأمين جزء يسير من حاجة غزة لمواد البناء التي لا تزال إسرائيل تمنع دخولها إلى القطاع". وينقل التقرير عن مصادر في الأممالمتحدة قولها إن حوادث إطلاق الجيش الإسرائيلي للنار في منطقة الحدود مع غزة قد اسفرت عن مقتل 22 مدنيا وإصابة 146 شخصا آخر بجروح منذ نهاية الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع في أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009. كما يسلط التقرير الضوء على دعوة مجموعة "بيتساليم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان للجيش الإسرائيلي لإجراء تحقيق بحوادث إطلاق النار على الفتية الفلسطينيين من جامعي الحصى. وينقل التقرير عن أحد الأطفال الذين تعرضوا لإصابات على أيدي الإسرائيليين قوله للوكالة الدولية للدفاع عن الأطفال إن زملاءه كلفوه بمراقبة العصافير التي تطير من برج المراقبة على معبر إيريز الإسرائيلي. يقول الطفل الفلسطيني: "كان منظر العصافير التي تفر مذعورة يشكل نذيرا بأن الجنود بدأوا يتسلقون البرج، وأن إطلاق النار قد بات وشيكا". أما الجيش الإسرائيلي فيرد مبررا إطلاق النار بالقول إن هنالك العديد من حالات "النشاط الإرهابي المعادي" بالقرب من الحدود، وأنه تم تحذير الفسطينيين لكي يظلوا على بعد 300 متر من السياج الحدودي. وجمعت منظمة الدفاع الدولية عن الاطفال في فلسطين افادات من 10 من الصبية الذين اطلق الجيش الاسرائيلي عليهم النار بين 23 مايو/ ايار واغسطس/ آب وكان اصغرهم في الثالثة عشرة من العمر وأكبرهم في السابعة عشرة، ومعظمهم من شمال القطاع من بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا بينما يعيش الباقون في مدينة غزة. وتلقى معظم الفتية إصابات في الأطراف، معظمها في أسفل الساق وبعضها في الذراع. وقالوا جميعا إنهم كانوا على بعد يتراوح بين 50 و800 متر من الحدود حين تم إطلاق النار عليهم. وخلال العامين الماضيين قام جيش الإسرائيلي يتوسيع المنطقة العازلة وهي المنطقة المحاذية للجانب الغزي من الشريط الحدودي ويمنع الفلسطينيون من دخولها. وأشار الفلسطينيون إلى أن الجيش الإسرائيلي القى بآلاف المنشورات التي تشير إلى البقاء على بعد لا يقل عن 300 متر من الحدود. لكن الناس اصيبوا على بعد يصل إلى كيلومتر أو كيلومتر ونصف من الحدود. ووفقا لأرقام الأممالمتحدة، ومنذ الحرب على غزة أو ما يسمى "عملية الرصاص المصبوب" بداية العام 2009، فقد قتل 25 غزيا على الاقل منهم ستة أطفال برصاص الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة. كما جرح 146 آخرون. وتعد سياسة توسيع المنطقة العازلة ضارة بشكل خاص للزراعة في غزة، لأن نحو 35 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في القطاع اصبحت تقع في المنطقة المحظورة.