أبوجا: طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بالتحقيق في ملابسات مقتل قائد جماعة "بوكو حرام" محمد يوسف في نيجيريا ، عقب معارك ضارية بين قوات الامن والمتمردين. ودعا اريك غوتسشوس الباحث في المنظمة السلطات النيجيرية إلى اتخاذ مبادرات فورية وملاحقة المسؤولين عن هذه الجريمة التعسفية وغيرها من الجرائم التى ارتكبت خلال المواجهات العنيفة الأسبوع الماضي. وأضاف ان عدم محاسبة عناصر الأمن على تجاوزاتهم شجعهم على ارتكاب جرائم خطيرة دون ان يخشوا ملاحقة القضاء ، مؤكدا ان مقتل يوسف يدل على احتقار تام للقانون وحقوق الانسان الاساسية. ومن جانبها ، أدانت منظمة العفو الدولية قيام قوات الامن النيجيرية باعمال قتل غير قانونية وطالبت في بيان لها بإحالة كل المسؤولين عن هذه العمليات الى العدالة . وعرضت قناة "الجزيرة" الإخبارية صورة تظهر جثة يوسف مقيد اليدين، وتبدو على الجثة إصابات بالغة وتشوهات بسبب إطلاق رصاص نتيجة اشتباكات مع قوات الأمن. ونقلت جريدة "القدس" الفلسطينية عن شرطي في مايدوغوري أن قوات الأمن قتلت محمد يوسف رغم أنه "طلب العفو". وقبيل الإعلان عن مقتله، ذكرت مصادر في الشرطة وأخرى حكومية أن الجيش اعتقل محمد يوسف الخميس في مايدوجوري. وقصفت القوات الحكومية النيجيرية الخميس معاقل جماعة بوكو حرام -التي تعني باللغة السواحلية التعليم الغربي حرام- وقتلت العشرات من أنصارها بينهم نائب قائدهم. وعاد الهدوء أمس الجمعة لمدينة مايدوجوري شمال نيجيريا بعد اشتباكات دامية استمرت خمسة أيام بين القوات الحكومية وجماعة بوكو حرام راح ضحيتها مئات القتلى. وشرعت السلطات النيجيرية في جمع أكثر من مائتي جثة من شوارع مايدوغوري بعد الاشتباكات مع أعضاء الجماعة، ومقتل زعيمها. وجماعة "بوكو حرام" تسعى لتطبيق الشريعة الاسلامية في عموم نيجيريا. وسميت هذه الجماعة بطالبان نيجيريا وهي مجموعة مؤلفة خصوصا من طلبة تخلوا عن الدراسة واقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبي شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر. يذكر ان الشريعة الاسلامية مطبقة في شمالي نيجيريا، لكن لم تشهد البلاد عنفا مرتبطا بتظيم القاعدة في الماضي. وعند تأسيسها في يناير/كانون الثاني 2004 كانت الحركة تضم نحو مئتي شاب متطرف بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الامن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد. وتدعو الجماعة إلى ما تصفه بتطهير نجيريا من " مظاهر التعليم الغربي والفسق والفجور". وينقسم سكان نيجيريا البالغ عددهم نحو 150 مليون نسمة مناصفة بين مسلمين مسيحيين تقريبا، يعيشون في سلام جنبا الى جنب، لكن تقع من الحين للآخر مصادمات عنيفة بين الجانبين.