يستدعي الكاتب المسرحي محمد زيطان في نصه المعنون ب"سيدة المتوسط"، الصادر عن منشورات ومضة المغربية، سلسلة المكتبة المسرحية، التاريخ ليعيد صياغته. و يعد هذا العمل الحلقة الثالثة في ثلاثيته المسرحية المكونة من" حدائق لوركا" و"غجر منتصف الليل". ووفق صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" المغربي "السيدة الحرة" المكنى عنها في النص ب"سيدة المتوسط" هي شخصية تاريخية معروفة في شمال المغرب باعتبارها ابنة القائد مولاي علي بن راشد مؤسس مدينة شفشاون. وقد عرفت بذكائها الحاد وبشخصيتها القوية، الأمر الذي أهلها لتحكم جزءا كبيرا من شمال المغرب في عهد الدولة الوطاسية، ولتقف سداً منيعا في وجه الأطماع الأجنبية - الأيبيرية خصوصا- التي كانت تتهافت على احتلال مدن الشمال وبعض الثغور المتوسطية. كما أنها أخذت بيد الموريسكيين المقهورين والمطرودين من ديارهم الأندلسية غصبا، فخصتهم بالرعاية و العناية مع تعبئتها للفرسان حفظا للمغلوبين مهما كانت مللهم أو انتماءاتهم. وقد عمل محمد زيطان على إعادة تأويل المسار التاريخي لهذه الشخصية بأسلوب مسرحي يقوم على العمق الدرامي، وقد قال عنه الكاتب المسرحي العراقي فاضل الجاف: "إن زيطان يسير على خطى المعلم الأول شكسبير، أستاذ العلاقة بين المسرح والتاريخ".