ركزت الصحف البريطانية والأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء على موضوعات ذات صلة بالعالم العربي الذي يشهد تحولات واحداث خطيرة ليس لها تأثير على الوطن العربي فحسب بل على العالم أجمع . ضمانات ومن جانبها ، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم الثلاثاء عن اثنين من المسئوليين الامريكيين قولهم ان ادارة الرئيس باراك اوباما قررت من حيث المبدأ السماح للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالدخول الى الاراضي الامريكية للعلاج ولكن بعدة ضمانات. واشارت الصحيفة الامريكية -في تقرير بثته على موقعها الالكتروني - الى ان من بين شروط هذه الرحلة ان يكون مسارها محددا ، مؤكدة انه لم يتم تقديم هذه الضمانات حتى الآن الى السفارة الامريكية في اليمن ولم يتم اصدار تأشيرة لصالح حتى الآن ، وذلك وفقا لما اعلنه المسئولون.
واثار قرار ما اذا كان سيتم قبول صالح ، مناقشة قوية داخل الادارة الامريكية مع بعض المسئوليين خوفا من تعرض الولاياتالمتحدة لانتقادات حادة لظهورها لتوفير ملاذ آمن لشخصية عربية يتم اتهامها بقتل المئات من المتظاهرين المناهضين للحكومة.
ولفتت الصحيفة الى ان المفاوضات المعقدة حول طلب الرئيس اليمني للتأشيرة الامريكية ، مشيرة الى ان الادارة الامريكية تحاول بشكل عاجل تأمين مساحة للتقدم السياسي في اليمن ولكنها لا تريد ان تسمح للرئيس اليمني باستخدام الزيارة العلاجية كطريق لدعم وضعه السياسي.
وأوضحت "نيويورك تايمز" انه اذا تم السماح لصالح بالدخول الى واشنطن ، سيعتبر صالح اول رئيس عربي يطلب ويتم السماح له بالبقاء لفترة طويلة في الولاياتالمتحدة منذ القلاقل السياسية التى تشهدها المنطقة منذ عام .
الحوار في سوريا وحول الوضع في سوريا ، تنشر صحيفة " الجارديان" البريطانية مقالا رئيسيا عن سوريا وكيف ان الوضع فيها مختلف عن ليبيا، كما يقول كاتبه جوناثان ستيل.
وينصح الكاتب الغرب باعطاء فرصة للحوار وعدم الاصرار على رحيل النظام، مشيرا الى ان جهود الجامعة العربية تعطي فرصة امل رغم رفض المعارضة في المنفى لها.
وينصح الكاتب الرئيس السوري بشار الاسد بالتفاوض فورا مع المعارضة في الداخل وتقديم تنازلات حقيقية. ويبدأ الكاتب مقاله بالاشارة الى التفجيرين الذين ضربا دمشق قبل ايام، معلقا بان هذا التطور يشكل منعطفا في الازمة في سوريا. ويستعرض كافة الترجيحات، ومنها فرضية مسؤولية القاعدة وربما جماعات مرتبطة بما يجري في العراق. ويقول ستيل ان الرئيس الاسد محق حين يؤكد على حق حكومته في مواجهة الجماعات المسلحة لكنه مخطئ حين يصف كل معارضيه بانهم "ارهابيون". ويشير الى ان اغلب ضحايا العنف في سوريا حتى الان من المحتجين الذين قتلوا على يد قوات الامن السورية. ويشير الكاتب الى ان موقف روسيا، التي امتنعت عن التصويت على قرار مجلش الامن بادانة شوريا بدلا من نقضه، يتعرض لضغوط داخلية. فالقيادة الروسية تواجه مشاكل داخلية واحتجاجات تضغط على رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وينهي الكاتب مقاله بالاشارة الى اهمية جهود الجامعة العربية التي تفرض على النظام سحب القوات من الشوارع واطلاق سراح المعتقلين، كما تفرض ايضا التزامات على المعارضة. يقول جوناثان ستيل: "بدلا من الانحياز لمن في المنفى، على الغرب ان يدعم دعوات الحوار قبل فوات الاوان".
عرب إسرائيل وتنشر "الاندبندنت" تقريرا سريا للاتحاد الاوروبي عن اوضاع العرب داخل اسرائيل يتضمن انتقادات غير مسبوقة لتل ابيب.
ويقول مراسل الصحيفة الذي اطلع على الوثيقة انها توضح مدى الشقاق بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي.
ومع ان الاتحاد الاوروبي انتقد مرارا ممارسات اسرائيل ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، من التوسع الاستيطاني الى ممارسات الاحتلال الاخرى، الا ان انتقادا بهذا الشكل لسياسات اسرائيل تجاه السكان العرب غير مسبوق ويطرق امرا حساسا على حد تعبير الصحيفة.
تفصل الوثيقة التمييز والاضطهاد الذي يتعرض له العرب داخل اسرائيل وتخلص الى ان على الاسرة الدولية مسؤولية لضمان "معاملة عادلة حقا" للاقلية العربية في اسرائيل.
ولا تغفل الوثيقة، الواقعة في 27 صفحة، بعض الاجراءات الايجابية الاسرائيلية تجاه الاقلية العربية مثل تعزيز الشرطة مثلا، كما تنتقد بعض قيادات عرب اسرائيل ممن تثير مواقفهم المتشددة خوف السكان اليهود.
لكنها اجمالا تقول ان اسرائيل لم تنفذ حتى توصيات لجنة اور، التي شكلتها لبحث مشاكل العرب اثر مثتل 12 عربي اسرائيلي على يد الشرطة في مظاهرات قبل 11 عاما.
وتقول الوثيقة الاوروبية ان عرب اسرائيل يعانون من "الغبن الاقتصادي وعدم المساواة في الحصول على الاراضي والمساكن وقوانين تمييزية ضدهم ومناخ سياسي يجعل التوجهات التميزية لا تخضع للتمحيص".
وتضيف ان عرب اسرائيل الذين يمثلون 20 في المئة من السكان لا يزيد نصيبهم من الاراضي عن 3 في المئة ويعيشون 50 في المئة منهم في وضع الفقر ولا يزيد متوسط دخل العربي عن 61 في المئة من دخل الاسرائيلي.
وتضرب مثالا على بعض الوانين التمييزية التي تستهدف عرب اسرائيل مثل تلك التي "تحرم المواطنين من الجنسية وتحد من امكانية الحصول على مسكن وتعطل حرية التعبير".
وتوصي الورقة بان على الاتحاد الاوروبي ان يوفر فرص منح دراسية اكثر لعرب اسرائيل وان يشدد رقابته على ضمان المساواة بين السكان، وتقول انه لا يجب النظر الى قضية ما يتعرض له عرب اسرائيل كقضية ثانوية بعد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وتقول "الاندبندنت" ان الاسرائيليين انزعجوا من التقرير، وتنقل عن متحدث باسم وزارة الخارجية ما يشير الى الغصب لان الوثيقة "اعدت من وراء ظورههم".