سلط عدد من كبار كتاب المقالات بالصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء علي الأزمة القطرية بعد أن قطعت عدة دول عربية في مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع الدوحة لاتهامها بدعم ومساندة الكيانات الإرهابية. ففي عموده بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "أزمة قطر ومسافة السكة!" أعرب الكاتب مرسى عطا الله عن اعتقاده بأن الأزمة الخليجية التي تفجرت بسبب عناد حكام قطر ورفضهم الانصياع لصوت العقل والتوقف عن لعبة التحريض وإثارة الفتن ألقت ضوءا ساطعا على شفافية ونقاء السياسة المصرية التي عبر عنها الرئيس السيسي ذات مرة بمقولته الشهيرة: «مسافة السكة». وقال عطا الله "كان رأي مصر ولايزال إن الحرب ضد الإرهاب لم تعد ترفا يحتمل الانتظار لأن طول سنوات الانتظار سمح لهمسات الشك والتشكيك أن تسرى في النفوس على حساب صحة اليقين بجدية الموقف العربي في التعامل الجاد مع الإرهاب ورعاته". وأضاف "كان الانتظار والتباطؤ أمرا محيرا بينما جرائم الإرهاب على الأرض العربية وخارجها تحمل من الأدلة والبراهين ما لا يحتمل التأويل حول الدور الذي تلعبه قطر وتسعى للتغطية عليه بالابتسامات الدبلوماسية المصطنعة وتبويس لحى الأشقاء من ناحية باستخدام الآلة الإعلامية في الشتم والسب وتلفيق الوثائق ضد كل من يعارض الدوحة ويتعفف عن تسلم حقائب الرشاوي والمنح!. وأوضح أنه عندما قررت دول الخليج أن تواجه الأخطار دون تهيب وجدت أن مصر بكل ثقلها وببراعة تحركاتها الدبلوماسية تقف معها في ذات الخندق في التو واللحظة مهما يكن الثمن لأن لحظة بلوغ الحقيقة مكسب كبير مهما كانت قسوتها!. وتحت عنوان "مواقف حكام قطر وغيبة الحكمة والبصيرة" أكد الكاتب محمد بركات، في عموده "بدن تردد" بصحيفة "الأخبار"، أن عقدة صغر الحجم وضآلة المكانة والخوف من قلة الأثر وانعدام التأثير، ليست هي المشكلة أو العقدة الوحيدة التي تسيطر علي حكام قطر وتؤرقهم، وتدفعهم دفعا لإحداث أكبر قدر من الضجة، بل هناك نقيصة أخري التصقت بهؤلاء الحكام بحيث أصبحت تؤثر عليهم في كل موقف وكل قرار، وهي غياب الحكمة وغيبة البصيرة، وعدم القدرة علي الرؤية الصائبة للأمور، مما يؤدي بالضرورة إلي القراءة الخاطئة لكل الأحداث والوقائع، والوصول دائما إلي توقعات مغلوطة ونتائج خاطئة. وأوضح بركات أنه في ظل غياب الحكمة وغيبة البصيرة رفض حكام قطر جميع النصائح، وأصروا على الاستمرار في تآمرهم على الدول والشعوب العربية، وتمسكوا بمواصلة ما هم عليه من دعم للإرهاب، وإيواء للجماعات والمنظمات الإرهابية، وتمويل لعصابات القتل والتخريب والتفجير بطول وعرض العالم العربي، وزادوا من تورطهم في كل هذه الجرائم والفتن، متصورين للأسف أنها تزيد من حجمهم ومكانتهم وتجعل لهم أثرا وتأثيرا في المنطقة العربية وعلى الساحة الدولية، وهم في ذلك واهمون، ولا يدركون أنهم سقطوا في بئر الإرهاب والتآمر والخيانة لأشقائهم وعروبتهم ووطنهم أيضا. أما الكاتب محمد نورالدين فأكد في عموده "من الآخر" بصحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "الدبلوماسية.. لن تنزع الشوكة" أن العالم أجمع يدين لمصر الآن بالفضل والامتنان فقد اقتنع أخيرا برؤيتها الثاقبة وآرائها الموضوعية.. وتحليلاتها الصائبة.. وهو الذي استمر طويلا.. يصم آذانه أمام تحذيراتها من مخاطر الإرهاب واجتياحه لشتي البقاع.. ويغض البصر عن إشاراتها للداعمين والحاضنين للكيانات المتطرفة..!! وأوضح نور الدين أنه بعد 4 سنوات كاملة، تنبهت معظم دول العالم وأنصتت للخطاب المصري وتلميحاته لحجم وخطورة الدور القطري في دعم وتمويل الكيانات الإرهابية .. مشيرا إلى أن تلك الدول بدأت تتوحد وتنسق جهود المواجهة والتصدي، مبدية أسفها على فترات تريثها وصبرها على ممارسات القيادة القطرية.. التي استهدفت في المقام الأول انقسام وتمزيق الجسد العربي.. وإسقاط وزعزعة استقرار دول المنطقة. ولفت الكاتب إلى أن كل التجارب وكافة الدلائل تؤكد عدم الجدوى من الحوار مع النظام القطري، وتثبت أن الدبلوماسية لن تنزع "الشوكة" من ظهر العرب.. قائلا "فكم تعهد الأمير وحنث.. ووعد وأخلف.. ووقع وتنصل.. دائما يظهر غير ما يبطن يزعم رفضه للإرهاب ويمول كياناته.. يحتل مقعدا في مجلس التعاون.. ويقوي علاقته بإيران المتربص الأول لأمن واستقرار الخليج العربي!!".