شهد مؤتمر نزع السلاح التابع للأمم المتحدة، في جلسته الدورية الأسبوعية، اليوم الثلاثاء، في جنيف، معركة دبلوماسية جديدة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوريا الجنوبية من ناحية، وكوريا الشمالية من ناحية أخرى، على خلفية إطلاق الأخيرة يوم الخميس الماضي لصاروخ باليستي وهو ما تعتبره الغالبية من الدول الأعضاء بالمؤتمر استفزازا يجب أن يتوقف. وطالبت كوريا الجنوبية - في كلمتها أمام مؤتمر نزع السلاح اليوم- جارتها الشمالية بالكف فورا عن جميع الاستفزازات، باعتبار أن ذلك لن يؤدي سوى إلى تعميق عزلتها وزيادة الحرمان الاقتصادي لشعبها.. وأشارت إلى أن الاتفاق المتعلق بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، والذي دخل حيز النفاذ قبل 50 عاما هو التزام رسمي من جانب الكوريتين للمجتمع الدولي. كما أكدت سول - في كلمتها- على أنها ليست لديها أية نية لخرق التزاماتها الرسمية، معتبرة أن الإطلاق الأخير لصاروخ باليستي من جانب كوريا الشمالية كان اختبار تصميم لها وللمجتمع الدولي على الاستجابة للاستفزاز. من جانبها، ذكرت كوريا الشمالية - في كلمتها بجلسة مؤتمر نزع السلاح- أن جارتها الجنوبية تثير تساؤلات تكشف النقص في المعرفة بالحالة في شبه الجزيرة الكورية.. مشيرة إلى أن المسألة إنما تتعلق بالتهديد النووي المستمر الذي تفرضه الولاياتالمتحدة عليها، وأن النية الأمريكية معلنة منذ فترة طويلة وهي أنها ستسلح كوريا الجنوبية بأسلحة نووية لتكون جاهزة في حالة حرب كورية ثانية مع جارتها الشمالية. وأضافت أن الولاياتالمتحدة أعلنت أن بيونج يانج ستكون هدفا لضرباتها الاستباقية.. لافتة إلى أن السياسة العدائية لواشنطن وخطة الحرب النووية لها أصبحت أكثر عدوانية، ومن ثم فإن حصول كوريا الشمالية على أسلحة ردع نووي هو النتيجة الحتمية للتهديدات النووية والابتزاز. من ناحيتها، أعربت روسيا - أمام جلسة مؤتمر نزع السلاح - عن شعورها بالقلق البالغ إزاء تجارب كوريا الشمالية الصاروخية المتكررة.. مشيرة إلى أن هذه الأعمال لا تؤدي إلا إلى زيادة التوترات في المنطقة، وهو ما جعل موسكو تؤيد اعتماد آخر قرار لمجلس الأمن 2356 في 2 يونيو الجاري بهذا الخصوص. وأكدت روسيا استعدادها للعمل معا لحل المشاكل النووية وغيرها من المشاكل في شبه الجزيرة الكورية.. لافتة إلى أن زيادة وجود الولاياتالمتحدة في شبه الجزيرة الكورية لم يسهل تهيئة الظروف المناسبة للحوار، كما أنه لا يمكن أن يؤدي إلا إلى زيادة احتمال نشوب صراع في هذه المنطقة. وحثت موسكو الجميع على ضبط النفس والعمل من أجل خفض التصعيد العسكري للوضع هناك. فيما وصفت كوريا الشمالية- أمام المؤتمر- أن ما تفعله الولاياتالمتحدة هو التحريض المستمر عليها بفرض العقوبات.. مشيرة إلى أن انسحاب الولاياتالمتحدة مؤخرا من اتفاق باريس بشأن المناخ إنما يظهر أنها تسعى فقط إلى تحقيق مكاسبها على حساب الكوكب، وأنها تشكل خطرا كبيرا في مناطق أخرى أيضا. وأضافت أنه فيما يتعلق بالوضع النووي في شبه الجزيرة الكورية فإن التربص الذي تمارسه الولاياتالمتحدة لن ينجح أبدا وأن التهديد الذي تمثله لبيونج يانج لن يكون سوى زخما لها لتطوير قواتها وقدراتها النووية.