نشهد مؤخرا ما يحدث من استهداف تنظيم داعش الارهابي للمسيحيين في مصر ، و آخرها حادث المنيا المروع ، هذا الإرهاب الذي لا دين له ، و لا علاقة له بما أمر به الإسلام ، فقد وصانا الله تعالى و رسوله الكريم بأهل الكتاب ، و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إن الله عز و جل يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا " صحيح مسلم . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، و إن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما " . و قال أيضا : " من آذى ذميا فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله " و " من آذى ذميا فأنا خصمه ، و من كنت خصمه خصمته يوم القيامة ". و قد أوصى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم وصية خاصة بأقباط مصر ، فقد روت أم المؤمنين أم سلمة ، أن رسول الله أوصى عند وفاته فقال : " الله الله في قبط مصر ، فإنكم ستظهرون عليهم ، و يكونون لكم عدة و أعوانا في سبيل الله " أورده الهيثمىى في مجمع الزوائد ، ورواه الطبراني . و في حديث آخر عن أبي عبد الرحمن الحبلي- عبد الله بن يزيد – و عمرو بن حريث ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ".فاستوصوا بهم خيرًا، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله" يعني قبط مصر - رواه ابن حبان في صحيحه. و " إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحما". رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني. منها أيضاً قول أبى ذر الغفارى عن النبى - صلى الله عليه و سلم- قال : " إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا". أو قال: "ذمة وصهرًا" و المعروف أن الرحم هو أن هاجر زوجة أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام - و أم إسماعيل - عليه السلام- أبو العرب و الذى ينحدر الرسول من نسبه . كما أن المصاهرة جاءت من زواج الرسول – عليه الصلاة و السلام من مارية القبطية التى أنجبت له ولده إبراهيم . و الرسول يجعل هنا لقبط مصر من الحقوق ما ليست لغيرهم ، فلهم الذمة أى عهد الله و رسوله و عهد جماعة المسلمين و هو عهد جدير أن يراعى و يصان ، كما أن لهم رحم و دم و قرابة ليست لغيرهم . وقال عمر بن الخطاب لعبيدة بن الجراح " امنع المسلمين من ظلمهم و الإضرار بهم ، وأكل أموالهم إلا بحلها " . و قد أقرت الشريعة الإسلامية لغير المسلمين بتلك الحقوق و أكدت على حسن معاملتهم و معاشرتهم بالتي هي أحسن كما أكدت على حرية التدين و الاعتقاد فقال تعالى " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " .