صدرت مؤخرا عن دار "ينابيع" الأردنية للنشر رواية "ضوضاء الريح" للأديب يوسف حمدان ، وبحسب الناقد رشاد أبوشاور في صحيفة "القدس العربي" اللندنية، فإن الرواية تروي حياة كل فلسطيني تحديدا منذ نكبة 1948، التي من نتائجها تمزق أسر فلسطينية، وفقدان أعزاء ووطن. يقول الناقد : يوسف حمدان، المولود في قرية (إذنبه) قضاء الرملة في العام 1944، الذي فتح عينيه على (إبراهام) اليهودي الذي يحاول إغراء جد يوسف بما يريده من مال ليبيعه أرضه، تفتح وعيه على النكبة، والفقدان، والجوع، والمهانة، من دون أن يعرف أسباب هذه المصائب. يسرد الكاتب بروايته قصة (إبراهام) الذي يتمكن من امتلاك الأرض بقوّة السلاح، وتبدأ معاناة الجد وأسرته وأحفاده. كما نتعرض لخديجة تلك المرأة الفلسطينية الفلاّحة التي احتضنت أطفالها وحمتهم من غائلة الجوع عندما أُسر والدهم، ثم صانت حياتهم وهم يكبرون في أيام التشرد والتنقل القسري من قرية (إذنبة) إلى قرى مجاورة لم تكن الحرب قد دهمتها بعد.. وصولاً إلى مخيم النويعمة.. وحتى رحيلها الفاجع عندما انهارت فوق رأسها حفرة وهي تستخرج منها ما تطلي به غرفتهم المبنية من الطين.. بالشيد الأبيض المستخرج من بطون تلال تقع شرق مخيم النويعمة أحد المخيمات الأربعة التي انتشرت حول مدينة أريحا. ولذا افتقد أبناء خديجة الأم والأب معا ، وطحنتهم الغربة واليتم معا، والتنقل في القرى بعد استيلاء الصهاينة على (إذنبة) ، وبعد رحلة طويلة اقترح يوسف على جده العودة بتصريح إلى (إذنبه).. فوافق الجد بعد تردد، وإذ تصل بهما السيارة إلى القرية.. ويحدد الجد أرضه، يبرز إبراهام.. ويواجه الجد يوسف ساخرا: هل جئت لتقبض ثمن أرضك يا خبيبي؟!.. راخت أيام زمان يا خبيبي..اليوم إنت مش خبيبي يا خبيبي. وانطلقت بنا السيارة..ولم نلتفت إليه. (ص112) يا لها من عودة.. تليق بها سخرية إبراهام!. هذا ما يقوله يوسف، فالعودة إلى الأرض لا تكون بمجرّد إلقاء نظرة عليها.. والتفجع والبكاء.. العودة إلى الأرض. وعودة الأرض.. لا تكون بتصريح من العدو المحتّل!