اعتبرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن معلومات استخباراتية استقاها من إسرائيل حول تنظيم "داعش" الإرهابي لروسيا "زلة غير مسبوقة في التاريخ الرئاسي الأمريكي". وذكرت المجلة في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني أن جواسيس سابقين ومؤرخين استخباراتيين حاولوا جاهدين البحث عن حادثة في السابق لرئيس أمريكي تعمد فيها الكشف عن معلومات سرية لعدو مسلح نوويا، لكن دون فائدة. ونقلت المجلة عن جون سايفر، وهو مسئول صاحب باع كبير في الخدمة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" في روسيا، قوله إن "كثيرا من صناع السياسة تحدثوا كثيرا على مدار أعوام وعرضوا مصادرهم أو شركاءهم الذين يتقاسمون معلومات حساسة للغاية، لكن لا تتوقع لهذا الأمر أن يأتي من الرئيس خاصة مع الجانب الروسي". وقالت المجلة إن الكشف عن تقاسم الرئيس ترامب تفاصيل محاطة بقدر كبير من السرية عن مؤامرة تفجيرية مزعومة ل"داعش" مع مسئولين روسيين في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي هزت واشنطن، وأزعجت الحلفاء الأوثق لأمريكا وأنصار الرئيس في الكونجرس. وأشارت المجلة إلى تصريح السناتور الجمهوري جيف فليك الذي تساءل فيه عما إذا كان من الممكن أن يمر أسبوع بدون أحداث درامية، وذلك عقب يوم من وصف عضو آخر هام بالحزب، هو بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية، لإدارة ترامب بأنها "في منحنى تنازلي". ولفتت المجلة إلى أن المسئولين في إسرائيل، التي بحسب تقارير زودت الاستخبارات الأمريكية بالمعلومات الحساسة حول مؤامرة "داعش" لمهاجمة الطائرات باستخدام أجهزة كمبيوتر محمولة كقنابل، استشاطوا غضبا وجنونا، وطلبوا إجابات بشأن كشف ترامب بحسب روايات متنوعة. ونوهت إلى أنه حتى قبل تولي ترامب مهام الحكم، فقد مسئولون إسرائيليون القدرة على النوم بشأن شخصيات لها علاقات صداقة مع روسيا من داخل حاشية الرئيس المنتخب يتقاسمون معلومات مع موسكو التي بدورها ستنقلها إلى إيران وفقا لتقرير صادر في شهر يناير الماضي بواسطة الصحفي الإسرائيلي المخضرم في الشأن الاستخباراتي رونين بيرجمان. وذكر مسئول استخباراتي موقع "بازفيد نيوز" الإخباري بأن "المخاوف الأسوأ" لدى إسرائيل تأكدت الآن. ونسبت المجلة إلى المؤرخ الاستخباراتي بجامعة جورجيا، لوتش جونسون، القول:"لا أستطيع تذكر أي شيء بعيد مثل هذا الكشف من جانب ترامب، فالرئيس ليندون جونسون أشار بشكل ارتجالي في إحدى المرات بمؤتمر صحفي بالبيت الأبيض حول قدرة "الأقمار الصناعة الأمريكية للمراقبة" على حساب عدد الصواريخ التي يمكن تزويدها بأسلحة نووية لدى الاتحاد السوفيتي، وهو ما دفع معاوني الرئيس للإسراع من أجل احتواء الزلة. وأشار المؤرخ إلى أن "حادثة ترامب أخطر بكثير". ووفقا للمجلة فإنه إلى جانب كسب روسيا معلومات قيمة من تسريب ترامب، فإن السقطة المتعلقة بهذا الأمر غذت الخلاف السياسي الداخلي وعدم الثقة في الرئيس والاستياء بين الحلفاء وزادت الصدع مع الصديق الأوثق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو إسرائيل.