واشنطن بوست عن "مقبرة المنيا": نعمة من الله للاقتصاد المتعثر

وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقبرة تونة الجبل المكتشفة حديثا بالمنيا بأنها "نعمة من الله" للإقتصاد المتعثر، وقطاع السياحة المتخبط، الذي يعتمد على آثار الماضي العظيم، الذي يعد مهدا للحضارات جميعا.
وقالت الصحيفة: يبدو أن هذه الأيام تشهد مصر مباركة من الآلهة، حيث تكاد تستخرج آثارها القديمة بشكل أسبوعى تقريباً، وهو ما يكشف عن جوانب جديدة من تاريخ مصر الفرعوني.
وأعلنت وزارة الآثار، أمس السبت، أنه تم العثور على ما لا يقل عن 17 مومياء محفوظة في مقبرة في قرية تونة الجبل على بعد حوالى 135 ميلا جنوب القاهرة، وقد فاجأ هذا الاكتشاف الكثير لأن موقع الدفن القديم على هامش الصحراء الغربية كان يعرف أساسا كمنطقة اكتشف فيها آلاف الطيور والحيوانات المحنطة على مر السنين.
وقال وزير الآثار، خالد العناني، للصحفيين في موقع الحادث: "إنها أول مقبرة بشرية يمكن العثور عليها هنا في تونة الجبل".
وأضاف عناني، قائلا: بالنظر إلى صياغتها الدقيقة، فإن المومياوات تعود على الأرجح للمسئولين أو الكهنة. كما وجد في الموقع ستة من التوابيت من الحجر الجيري، واثنان من التوابيت الطينية وعدد من التحف الأخرى. ومن المحتمل أن تعود هذه الاكتشافات إلى الفترة اليونانية الرومانية ،التي استمرت قرابة ستة قرون بعد أن غزا الإسكندر الأكبر مصر عام 332 ق.م.
وكان هذا الإكتشاف الأخير فى سلسلة من الاكتشافات التي عثر عليها فى الشهور الأخيرة، فمن بين الكنوز الجديدة: عشرات المقابر التي يعود تاريخها إلى حوالي 3500 سنة، القبر القديم للنبلاء، الذي يمكن أن يعود إلى أكثر من 3000 سنة ،و التمثال العملاق الذي يعتقد أنه للملك بسماتيك الأول، الذي حكم في القرن السادس قبل الميلاد.
ورأت الصحيفة، أن تلك الاكتشافات تأتي في وقت حاسم لمصر. حيث عانى قطاع السياحة، وهو مصدر حيوي للعملة الصعبة، من أجل التعافي منذ ثورة يناير عام 2011. ومنذ ذلك الحين، أدت سلسلة من العوامل إلى إبقاء العديد من السياح بعيدا، بما في ذلك عدد كبير من الهجمات المسلحة، تخللها سقوط طائرة ركاب روسية في عام 2015.
ويأمل المسئولون المصريون أن تغير الإكتشافات الجديدة ثروات صناعة السياحة.
وكان وزير السياحة، يحيى راشد، قد صرح الشهر الماضي، وفقا لرويترز، أن الاكتشافات الجديدة يمكن أن ترفع مستويات السياحة إلى نحو 10 ملايين سائح، أي تحسن عن 9.3 مليون زائر في عام 2015 ولكن لا يزال العدد أقل بكثير من 14.7 مليون من عام 2010.
وفي الوقت نفسه، يستمر العمل في تونة الجبل، حيث يتوقع المسئولون المصريون اكتشاف الكثير من تلك الكنوز الأثرية.